ظلت العديد من الأسئلة ولردح من الزمن تتراقص في أذهان المنتسبين للكلية متعددة التخصصات تازة خوفا على حياتهم من وضعها المهددة بالسقوط، وفي أذهان أهالي المدينة خوفا على حياة أبنائهم ومصيرهم العلمي بعد الأوضاع الخطيرة التي عرفتها الكلية خلال الموسم الجامعي الأخير.
أسئلة كانت بوابتها مشرعة على كل التطلعات والاحتمالات، كما أجوبتها التي مثلت أرضية ملائمة لتصميم نموذجي لكل حلم مستقبلي مأمول، خاصة بعد الزيارة الأخيرة لكل من السيد الكاتب العام للوزارة والسيد الكاتب العامة للنقابة الوطنية للتعليم العالي والسيد رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله فاس (وسط الصورة) يوم الجمعة 22 يونيو 2012.
ويبدو أن كل الأسئلة المتوقعة وأجوبتها المحتملة كانت تتوقع مدخلا وحيدا، يمكنه أن يكون معبر النجاة لكل الأوضاع التي عرفتها الكلية متعددة التخصصات تازة وتداعياتها على كل القطاعات بالمدينة، إنه مدخل الإجابة عن مسألة تحميل الكلية أكثر مما تحتمل، خاصة بعد التقرير الذي قدمته عمادة الكلية بالنيابة والذي يكشف عن الوضعية الخطيرة لحالة الاكتظاظ بالكلية والتي تجاوزت طاقتها الاستعابية بثلاث مرات، حيث انتقل الرقم من 3500 طالب حسب المقاعد المتوفرة بالكلية إلى 9350 طالب، بطاقم تربوي لا يتجاوز 100 أستاذ، مما يضع السؤال على إدارة الكلية ومعها رئاسة الجامعة عن الجودة في العملية التعليمية، في ظل شروط بيداغوجية ناقصة.
على أن الإحصائيات المتوقع من داخل الكلية وبحسب نتائج الباكالوريا لهذه السنة، يتوقع أن يشمل التسجيل بالكلية 3000 طالب جديد، مما يجعل الكلية في ظل الشروط الراهنة (مدرجات قديمة غير كافية، مدرجات جديدة غير مكتملة، قاعات كبيرة محدودة العدد....) وبمجموع يتوقع أن يصل إلى 12 ألف طالب، مقبلة على موسم جامعي ساخن، سيؤثر على السير الطبيعي للدخول الجامعي المقبل وعلى العملية التعليمية بالكلية الواقع على الطريق الوطنية الرابط بين فاس ووجدة، والمحادية للسوق الأسبوعي (ينعقد مرتين في الأسبوع الاثنين والخميس).
إن الشروط الراهنة الجلية لكل متتبع لوضعية الكلية وما عرفته خلال الثلاث سنوات الأخيرة، تجعل الحكمة حليفة قرار إيقاف التسجيل بالكلية إلى إشعار آخر، لا فتحه خلال الموسم الجامعي المقبل كما هو متوقع خلال الفترة ما بين 4 و14 شتنبر. فهل غابت الحكمة في زمن الحاجة إليها؟ أم هو التماطل وغياب الجرأة في اتخاذ القرار؟.
لكن وكيف ما كان الجواب، نقول من يتحمل المسؤولية في ما تعرفه الكلية متعددة التخصصات بتازة؟ بل ومن سيتحملها خلال الموسم المقبل بالشروط الراهنة والمتوقعة؟ وهل رئاسة الجامعة تحاول كسب الرهان والتحدي مع المجهول؟