عشرات الجثث الافريقية والغرقى المرهقين يلفظهم البحر إلى الشاطىء الهولندي. يتنقل المتطوعون بينهم حاملين أطباق الحساء لإطعام اللاجئين سعيا للامان. هذه الصورة ليست واقعية لان قوارب اللاجئين لا تأتي إلى الشاطىء الهولندي. لكن هل هذا يعني ان هولندا غير متورطة في موت العديد من الناس على الشواطئ الاوروبية الجنوبية؟ تصل حدود هولندا إلى البحر الأبيض المتوسط. اذ بمجرد تخطيهم للحدود الاوروبية يجد العديد من المهاجرين غير الشرعيين الطريق إلى هولندا فورا، هذا ما تقوله وزيرة الدولة للعدل نبهات البيرق. لذلك من الواجب إغلاق الحدود الأوروبية. دوريات الحدود ويؤدي تكثيف عمل دوريات الحدود إلى التسبب بوقوع المزيد من القتلى حسب رأي المعارضين للأمر ومنهم الأستاذ الجامعي المتخصص في قوانين الهجرة توماس سبيكربور، حيث يقول:" إن عدد القتلى في قوارب المهاجرين غير الشرعيين خلال 15 سنة الماضية ازداد ثماني مرات. هذا الأمر يعود إلى أسباب عدة ومنها دوريات الحدود". يحاول أكثر من 100 ألف شخص سنويا الوصول إلى أوروبا قادمين من أفريقيا بواسطة القوارب، وذلك بسبب التدقيق الشديد الذي يطبق على الرحلات الجوية القادمة إلى أوروبا. ويلقى العدد الأكبر من المهاجرين حتفه خلال محاولة العبور هذه، وبرأي سبيكربور فان على الحكومة الهولندية أن تتحمل المسؤؤلية في هذا الأمر. ويقول سبيكربور " نحن متورطون في هذه السياسة المتبعة، وعلى هولندا أن لا تغض النظر عندما يلفظ البحر الجثث على الشواطئ الاوروبية الجنوبية. الاحباط تدعم هولندا سياسة التشدد في مراقبة الحدود على البحر الأبيض المتوسط. هل تشعر وزيرة الدولة البيرق أنها مسؤولة عن ارتفاع عدد القتلى؟ تجيب "كلا، ليست السياسة المتبعة هي المسؤولة عن هذه المأساة الإنسانية، بل إن السبب يعود إلى عدم وجود سياسة أوروبية موحدة في هذا الخصوص." تعتبر وزيرة الدولة للعدل نبهات البيرق أن الفروقات المعيشية الاقتصادية في العالم تدفع بالعديد من الناس إلى السعي للمجيء إلى أوروبا، وتقول "القضية هي أننا يجب أن نسعى لمساعدة اللاجئين، ولكن علينا إحباط )عدم تشجيع( الباحثين عن الثروة. لذلك يجب ان تكثف دوريات الحدود عملها." تشغل الهجرة غير الشرعية أوروبا منذ عدة سنوات، ولهذا السبب تم تكثيف المراقبة على الحدود البحرية الجنوبية. وساعد استعمال نظام مراقبة أوروبي باهظ الكلفة على الساحل الأسباني في تجميد حركة القوارب الغير شرعية وجعل الدخول إليه مستحيلا. تقوم البحرية الأوروبية بدوريات مراقبة في مياه البحر الأبيض المتوسط، وذلك بحثا عن لاجئين او ساعين إلى الثروة. قامت ايطاليا باتفاق ثنائي مع ليبيا من اجل إقفال الممر البحري المؤدي إلى الجزيرة الإيطالية لامبيدوزا. مأساة الغرق تأمل البيرق أن يبقى المهاجرون في بيوتهم نتيجة للمراقبة الشديدة المفروضة على الحدود، هذا الأمل غير واقعي يعلل سبيكربور بالقول "تأخذ قوارب المهاجرين طرقا جديدة مثلا من تركيا تتجه إلى الجزر اليونانية، هذه الطرق الجديدة لم تجرب في السابق مما يجعلها خطرة. العديد من الناس يموتون أثناء الرحلة. يوافقه الرأي يرون دوميرنك الباحث في علم الهجرة في جامعة أمستردام، الذي يعتبر أن القتلى يسقطون بسبب السياسة الأوروبية، وان هولندا، بعكس ما تقول البيرق، هي مسؤولة عن مأساة الغرق الحاصلة، ويقول "يمكن القول إنهم يعلمون سلفا أنهم يجازفون بحياتهم، لكن طالما لم تقم هولندا بحماية سوق العمل غير الرسمي لديها، وسد السبل المتاحة لمثل هؤلاء الأشخاص، سيظلون يسعون للمجيء إلى هنا." عمل قذر على الرغم من السياسة الأوروبية الموحدة لمراقبة الحدود، إلا انه لا يوجد لغاية الآن اتفاقات أوروبية واحدة في ما خص التعامل مع المهاجرين غير الشرعيين والذين لا يوجد بحوزتهم أية أوراق ثبوتية، مما يعني وقوع البلد الذي يتواجد فيه هذا اللاجىء بمشكلة. تجد هولندا نفسها في هذا المجال في موقع آمن، لان شاطئ زاندفورت لا يعج بالغرقى. هل هذا يعني ان جيراننا الجنوبيين يقومون عنا بالعمل القذر. "الأمر غير صحيح ابدا" تقول البيرق" إن القوارب غير الشرعية التي تدخل اليونان اليوم، تحمل إلينا غدا طالبي لجؤ إلى هولندا، إنهم هم أي دول أوروبا الجنوبية من يغضون النظر ويتركون اللاجئين يتسللون إلى هولندا". إن أوروبا موحدة في القيام بدوريات مشتركة لمراقبة الحدود، إلا أنها منقسمة في السياسات الداخلية. هذا الأمر يغذي أمل القادمين عبر القوارب لمتابعة محاولة العبور. إذاعة هولندا العالمية - تقرير: مارتاين فان تول