"مول الشاقور " أو الشريف ب "نونة" هما لقبان لنفس الشخص للمسمى "محمد.ي"، 37 سنة، أعزب، القاطن بسكن وظيفي لعمال المطاحن الجديدة بالمدخل الغربي لمدينة تازة وقعيا و باليوتوب افتراضيا، لما لا و هو الظاهرة الإليكترونية الجديدة التي اجتاحت عددا من المواقع الإليكترونية بعد عليوين و غزلان و التادلي الذي لم تكتب له الشهرة كغيره حيث بقي حبيس ألسنة ساكنة تازة العليا. الشريف ب "نونة" -كما يناديه التازيون- أو "مول الشاقور " –كما لقبه المبحرون بين القارات السبع، بطل جذب انتباه الجميع بدون استثناء كغيره من "الظواهر الاليكترونية" التي أصبحت مثار جدل واسع بالمغرب و الخارج، بدأ من محمد عليوين المهاجر المغربي المقيم ببلد العام سام، صاحب الرسائل الاليكترونية المواجهة للملك محمد السادس (...) مرورا بغزلان التي سطع نجمها مع انفجار قضية المعتقل الإسلامي بوشتى الشارف (...) ووصولا إليه (مول الشاقور) كصاحب أشهر تسجيلين مرئيين على اليوتوب خلال الأسبوعين الماضيين و المهدد لحركة 20 فبراير بجمل مفادها "إما الملكية البرلمانية أو الحرب الأهلية".
"مول الشاقور " الذي كان لحد قريب محط تساؤلات و فرضيات، خرج للواقع ليلة (السبت) فوز المنتخب المغربي على نظيره الجزائري برسم إقصائيات المجموعة الرابعة المؤهلة لكأس الأمم الإفريقية، إذ ظهر بادئ الأمر من خلال شرفة مقهى "إميل روز" بوسط المدينة و هو يتابع أطور المقابلة، و بعدها بين صفوف الأنصار و المشجعين المنتشين بطعم الفوز و أخده لصور تذكارية مع بعضهم قبالة المعهد الموسيقي وسط المدينة، و بعدها و في أقل من 24 ساعة بين الحشود المتظاهرة في مسيرة 05 يونيو و إعلانه لجموع الناس التي تجمهرت حوله و على لسانه "هو أنا .... مول الشاقور...ديال اليوتوب...صافي تعرفتوا عليا..ايوا كل واحد يمشي بحالوا".
لكن بعيدا عن عظمة اليوتوب، قريبا من الواقع أفاد بعض الساكنة ل 'تازاسيتي' الذين تعرفوا على صورة "مول الشاقور" أو "الشريف" كونه من قاطني مساكن وظيفية لعمال المطاحن الجديدة، ساءت أحواله منذ وفاة والده و هو العامل بهذه الأخيرة، ليلتحق مكان والده لتواضع تكوينه بعد مغادرته للحجرات الدراسية في الفصل الخامس ابتدائي، ثم بعد ذلك كموزع للحليب لكن شاءت الظروف أن ينظم لجيوش المعطلين بتازة، و ينتظر مساعدة أخيه المقيم ب، 'كندا' بصفته المعيل الوحيد للعائلة التي تضم الأم و أربعة إخوة.
"مول الشاقور" هذا ليس كما سلف الذكر سوى واحدة من الظواهر الإليكترونية التي أصبحت تثير جدلا بالعالم الافتراضي و الواقعي، و هي ظواهر يمكن اعتبارها إحدى نتائج الحركية الشعبية التي يعرفها المغرب على غرار عدد من الدول في شمال إفريقيا و الشرق الأوسط و التي انطلقت شرارتها من العالم الافتراضي، هذا الأخير الذي أصبح مفتوحا على من "هب و دب" لمجرد الظهور و اكتساب الشهرة.