اعتبارا لأهمية الشبكة الطرقية في الدورة الاقتصادية باعتبارها أساس التنمية الاقتصادية و الاجتماعية بل أنها أهم مقوم من مقومات التطور و التوسع الاقتصادي و التواصل الفكري و الثقافي حيث أن تطورها أعطى الانطلاقة الفعلية لعالم اليوم و للنهضة العالمية بمفهومها الاقتصادي و الاجتماعي و الفكري ، و بمفهوم عام أساس كل انطلاقة تنموية بمفهومها الشامل ، هكذا إذن أسس العالم نهضته لوعيه من خلال تطوير وسائل النقل و التي ستشكل قفزة نوعية على مستوى الاتصال و البريد ونقل الأفراد و البضائع و هو ما سهل هاته العملية ليصبح العالم قرية صغيرة بكل ما للكلمة من معنى ، هذا على الصعيد الكوني أما على مستوى واقع حال البنية الطرقية على صعيد كل من جماعتي بني فراسن و الربع الفوقي فالملاحظة الأساسية هي أن جماعة بني فراسن تخترقها الطريق الجهوية رقم 5409 و التي تقطع المنطقة من جهة الجنوب و في اتجاه الشمال و تربط بني فراسن بواد أمليل ، إضافة إلى الطريق الجهوية رقم 508 و التي تربط بني فراسن في اتجاه إقليم تاونات.
إلا أن هاته الطرق و رقم كونها طرق مرقمة فالملاحظة الأساسية التي يمكن تسجيلها هي أن هاته الطرق أصبحت غير صالحة للاستعمال نتيجة تآكل جنباتها و الانهيارات الترابية التي عرفتها المنطقة و التي جعلت المنطقتين في شبه عزلة و خاصة في فترات الأمطار ، و رغم الجهد الذي بدل إلا أن الحالة بقيت على ما هي عليه و قد استبشر الساكنة خيرا مع بدء قيام أحد المقاولين في عملية إصلاح الطريق و لكن و بشكل مفاجئ توقفت الأشغال و حمل المقاول آلياته و يتساءل الساكنة في هذا الباب عن دواعي توقف عملية الأشغال محملين المسؤولية الكاملة لوزارة التجهيز باعتبارها الجهة المسؤولة أولا و أخيرا عن عملية الربط الطرقي و كذلك للمصالح الإقليمية و الجهوية باعتبار مسؤوليتها عن فك العزلة عن العالم القروي و لا يقف الأمر عند هذا الحد بل أن الطريق الإقليمية رقم 5414 و الرابطة بين كل من جماعتي بني فراسن و الربع الفوقي تعرف هي الأخرى تدهورا خطيرا يزداد استفحالا يصل إلى حدود الانقطاع الكلي خلال فصل الأمطار و هو ما ينجم عنه عزلة تامة للمنطقتين معا بسبب مشكل الفيضانات و خاصة فيضان واد لمهر و في ظل غياب كلي للقناطر .
كما أن مجمل الدواوير و رغم المجهودات التي بدلت فوضعيتها تتميز بكونها مسالك غير مقواة و بالتالي تتحول خاصة خلال فترة التساقطات المطرية و تصل إلى حالة كارثية تكون لها انعكاسات خطيرة على الساكنة اقتصاديا و اجتماعيا ، الشيء الذي يجعل من هذا المشكل أحد أهم المشاكل التي تعاني منها المنطقة و التي تتطلب بالضرورة حلا استعجاليا أخدا بعين الاعتبار أبعاد هذا الانحسار على مستوى التزود بالمواد الغذائية الضرورية إضافة إلى صعوبة ولوج المركز الصحي قصد تلقي العلاج أو الولادة بالنسبة للنساء الحوامل و هو ما يؤدي إلى ارتفاع معدلات الوفيات بالنسبة للنساء الحوامل.
كما أنه يحيل هاته الدواوير إلى منافي قسرية خلال فترة الاضطرابات المناخية ، الشيء الذي يتطلب تدخل كافة الأطراف المعنية من مجلس إقليمي و مجلس جهوي و سلطات محلية لإيجاد حل فعلي و عاجل يعيد الحياة و الأمل لساكنة تعيش وضعا صعبا بكل معاني الكلمة ، عبر فتح المسالك و القيام بعملية الترميل و التقوية بالنسبة للمسالك القائمة و إصلاح الشعب المائية عبر خلق ممرات تحول دون انهيار هاته المسالك في فترة الأمطار و هو إجراء يبقى أساسيا و ضروريا على اعتبار أن الربط الطرقي يبقى المدخل الأول و الفعلي لكل تنمية حقيقية و فعلية و لجعل المواطنين يحسون بمواطنيتهم الحقيقية و الفعلية .