-- أفلاطون -- ستدفع ثمن اللامبالاة تجاه الشأن العام ؛ وهو أن يحكمك رجال أشرار من المثيرجدا؛ في القطر(العربي) أن أية هزة أو رجة؛ تحل به، إلا ويتمظهرالحماس والاندفاع وترتفع الأصوات؛ من هنا وهناك؛ فحتى الذين لا تعنيهم تلك الرجة؛ يحشرون أقلامهم وأصواتهم؛ ويمارسون شطحات إنشائية ورقصات لغوية؛ دونما إدراك حقيقي ومنطقي، لأبعاد ومرامي؛ تلك الهزة؛ فهل ما يقدمون عليه: حبا للظهور أو هاجسا استعراض للمعارف والمعلومات أم هو طلب لجهة معينة أم مدفوع الأجر أم مدخل للوصولية والانتهازية؟؟؟ تلك أسئلة تفرض نفسها دائما وحاليا في سياق ما أقدم عليه موقع( ويكيليكس) من نشرمعلومات ووثائق تبدو في غاية(السرية) أحدثت ضجة (عالمية) والنصيب الأوفر منها؛ له علائق بالعالم (العربي)بحيث تلك الوثائق وغيرها تمس الأنظمة وتركيبتها السياسية؛ ومن يدور في فلكها؛ و التركيبة من منظور البنية الاجتماعية تعيش قطيعة؛عمليا/ واقعيا /عن شعوبها؛ وجدليا: فالشعب لا تعنيه تلك (الوثائق) إلا من باب الإطلاع عليها؛ لتذكية مفاهيمه ومعطياته الجاهزة؛عن ساسته ودبلوماسييه وارتباطه بالواقع المعاش الذي تتلاعب به أهواء ونرجسية المتحكمين في التركيبة؛ وبالتالي:ماجدوى مناقشتها وتحليلها وطرح التساؤلات والبحث عن تخريجات لأهدافها وأبعادها؛ كنوع من الدفاع الضمني عن أولئك؛ فالذين يعنيهم الموضوع؛ لهم حق الرد والكتابة؛ فهل هم دبلوماسيين وساسة إلا بالواجهة أو الوكالة؟ حتى ينوب عنهم المثقفون والكتاب والكتبة والصحفيين و...الذين تفننوا في اختيارعناوين مثيرة حول(الوثائق) إذ هناك من سماها: ثورة/ غزوة / زلزال/ فتنة/ تسويق/ هزة/ تسونامي/......./ وتناسوا بأن دلالات تلك (العناوين) هي ما نحن فيه من ذل ومهانة وتيهان وغيبوبة وضعف؛ فمن باب الأولى الاهتمام بما يفيد الأمة في جوهرالشأن المحلي والوطني؛ من فضح اختلالاته و فساده الذي أمسى يعيش في المجالس والإدارات والهيئات؛ وهاهي الثلوج/ الأمطار/السيول/ كشفت بالملموس؛ اهتراء واعتراء البنيات التحتية؛ وانعدام الآليات الداعمة واللوجيستيكية لمواجهة للأخطار التي ستلحق (المواطن) وعن اللامبالاة تجاه الشعوب وأوضاعها الحياتية: أمنا وحماية واهتماما ومساعدة و..وكم من أحداث تستحق الاهتمام والمتابعة؛ حتى لا تظل نسيا منسيا كقصة ( الحذاء) ؟ فأمرها انمحى كأن: منتظر الزايدي؛ عاش في القرن (7م) والغريب أن(المضروب) الذي اتهمناه بالحمق والجنون؛ ينشركتابا صاعقا عن الساسة( العرب) وأدوارهم في فنون الخيانة؛ فهل المجنون ينشر كتابا ويتهافت القراء عليه؟؟؟ والمضحك أن المدافع عن( المضروب) يتشبت بكرسي الرئاسة؛ كأنه مفطوم عليه؛ والبلاد تغرق في دمائها وجوعها وعطشها؛ وبعض البلدان تستغيت منجراء السيول والعواصف الرملية؛ ورئيسها يخطب هناك؛ مشيدا بنزاهة الانتخابات ويتهكم على من رفضها؛ وهناك انقطاع للكهرباء والطرقات وانهيار جسور وقناطر و مواطنين في عزلة تامة؛ وزعيمهم يفتتح مهرجانا للرقص وآخر لمسابقة غيرمعروفة وآخر يتباحث مع زبانيته في كيفية تعديل الدستور لولاية (...) ضد إرادة شعبه ("""") إنه العبث المطلق بالفصول القانونية ؛ ونهج متعمد لتحقير المقررات القضائية والدستورية ؟ فهل في الألفية الثالثة؛ لازال المواطن العربي؛ يعيش في الخيام ويهان ويظلم في حقوقه وموطنه ومواطنته؛ ويصدم بفتاوي: ما أنزل الله بها من سلطان؛ فتاوى تتقاذف في المنابروالقنوات بشكل سريع؛ فأي منطق يدفع بالقول: حمالة صدر النساء/ حرام؟ جلوس المرأة مقعد رجل جلس قبلها / حرام؟ إهداء الورود ؛ وأداء التحية العسكرية / حرام ؟ تعلم اللغة الانكليزية ولعب كرة القدم / حرام؟ وجود مسعفين ذكورا مع مريضات في سيارة الإسعاف/ حرام ؟ ترقيع غشاء البكرة قبل الزواج / أمر مباح فما حدود الحرام والحلال؛ في زمن انقلبت فيه المفاهيم والإجراءات؛ وبالتالي فتلك الفتاوي الغريبة والعجيبة تخدم مصلحة من؟؟؟ إذا ربطناها (الآن) بالهجمة الشرسة للإباحية؛ علنا في أغلب الأمكنة و المجالات؛ دونما حدود؛ فمؤخرا عملاء( الفايس بوك) نشروا مفاهيم وأوضاع للممارسة الجنسية ترتبط بالعشق الإلهي؛ تدعى( كاما سوترا) كما كانت تقوم بها العاهرات والبغايا في المعابد الهندوسية والتي هي بمثابة طقوس للعبادة عندهم أنذاك؛ فمن أحياها لتصبح منظوما جنسويا؟ سؤال يفرض نفسه ضمنيا علينا ( جميعا)فمن تصدى لها أوناقشها من الكتبة؛ الذين تهافتواعلى تحليل ومناقشة (الوثائق)= ويكليكيس؛ وأمة سمعت وتسمع بالفتاوى الفريدة والمضحكة؛ فحبا أو كرها يتيه ذهنها بين التصديق والتشكيك والتردد؛ ومن ثمة تحدث البلبلة الفكرية والعقائدية؛ وجيل من الشباب العربي؛ مولع بالفايس بوك؛ ينخرط وسينخرط في عوالم الإباحية ؛ من بابه الواسع وسيكون لمشروع (المثلية) الذي لم تصدر حوله أي(فتوى) ظاهرة صحية وحقيقية في المجتمع ( العربي) وبالتالي؛ إننا نعيش تغريبا في شخصيتنا ومقوماتنا؛نتيجة المضاربات المالية والطمع حولاقتصاد الريع؛ والبحث عن مواقع قريبة من مراكزالقرارالسياسي؛ وإن كانت الإستراتيجية الأساس للعولمة؛ تسعى للقضاء عليها؛ ليبقى القرار الاقتصادي والتجاري؛ سيد ومسودا؛ولكن الأوهام التي تسيطرعلينا؛ نظل نطمع؛ ويطمح إليه (كتبة ويكيليكس) بتقاطع ضمني بأصحاب ( الفتاوى) الذين يسمعون ويشاهدون شبابا ينتحرون ويحرقون أنفسهم؛ تدمرا من حياتهم الاجتماعية؛ ولا صوتا يرتفع؛ كنوع من المؤازرة وخلافها؛ فإن كان( ويكليكس) فرض تمرحلا جديدا في الحياة الإعلامية؛ وأمسى سيد مرحلته؛محققا منظورا للعولمة في نسق الثورة التقنية والتكنولوجية؛ الهادفة للشفافية والتواصل الفعال؛ ماذا قدمنا نحن أيها ( الكتبة) سوى الانبهاروالجري وراءه؛ والشعوب تعيش ويلاتها وأزماتها؛ فكيف سيصل صوتها ومعاناتها إلى موقع ويكليكس؛ ؟؟؟؟؟ ------------- نجيب طلال