للوهلة الأولى عند لقاء أو سماع بعض الشخصيات المسؤولة نرى فيها نوعا من الطيبة والمثالية،ننبهر بهم ،ولا يخطر ببالنا أنهم أتقنوا فن التخفي والخداع وحتى الخيانة،نعيش معهم منذ سنوات حلما وهميا لتحقيق نوع من العدالة والإنصاف ،لكن مع مرور الأيام والشهور تظهر لنا حقيقة الأمور،وينكشف اللؤم بكل أشكاله،تتكرر الصدمات ويزداد الفزع والهروب بكل أنواعه... إلى عهد قريب نجحوا في إغضاب الشعب المغربي المقهور ، ودفعوه إلى لعن البلاد والعباد،لقد أحدثوا هزات عنيفة في وطنية الكثير منا فهاجر الطالب والمقاول والعالم والعاطل، بدأ النزيف، وكثر الهرج والمرج، شاع الفساد والإفساد ،ضاعفوا ثرواتهم بكل الطرق،وارتفع عدد فقراء أجمل بلد في العالم رغم مجهودات الملك الشاب الذي وضع كرسي حكمه على صهوة سيارته رباعية الدفع محاربا الطواغيت واللصوص والمفسدين في المدن والقرى،الشمال كالجنوب ،بصعوبة يعيد الروح والثقة للطبقات المقهورة،من خلال مبادرات وأوراش رائدة في الحياة الإقتصادية والإجتماعية مهما حاولت خلايا الفساد والتخريب عرقلة ذلك وتلغيم مستقبل البلاد... لقد سقطت كل الأقنعة ولم يعد أي مواطن يصدق خطب و وعود جل الأحزاب والنقابات،الذين يتحركون إلا في المناسبات وبعد أخذ الإذن طبعا، أو بعد تلقي التعليمات وما حدث مؤخرا بالعيون خير دليل لا كلام ولا حركة، حتى وقع ما وقع، الربح المهم من ذلك هو عودة الروح والحياة لعلاقة المواطن بالوطن من جهة،ثم تجدد الولاء والبيعة الشعبية بين الشعب المغربي ومؤسسة الملكية،، مهما يمر على هذا الشعب من محن وكوارث وآلام،مهما تجرع من ظلم وقهر واغتصاب الحقوق،،،في سنوات الرصاص وما تبعها من سنين السيبة والنهب،،،مهما كان ، ومهما مر علينا فإن روح الوطنية الصادقة لم تمت أبدا رغم ما أصابها من هزات ومحاولات فاشلة لقتلها بالمرة،، بلادي وإن جارت علي عزيزة *** وأهلي وإن ضنوا علي كرام وطنية المغاربة ليست مجرد علم أو نشيد بل جهاد وصبر وتضحية، وموقف عند لحظات الشدة،إنها دماء ونفوس على أهبة الشهادة في كل وقت،،، وطنية ليس فيها أدنى شك أو مساومة منذ قرون عدة وليس ذلك وليد البارحة، وطنية مجاهدة رغم كل الخيانات العربية، المغرب بلد العلماء والمجاهدين، بلد غير نفطي لا يقف أبناؤه صفوفا للحصول على حصتهم من اللحم والفاكهة،،،أفقر مغربي يأكل اللحم مرة في الأسبوع عكس من لا يشبع اللحم الأحمر إلا يوم عيد الأضحى،،، المغاربة ليسوا أبناء لقطاء،مرتزقة، ولا زوار عابرين بل صناع الحضارات اقرؤوا تاريخ الأمم،،، يا جبل ما يهزك ريح،وإستفزازات الجيران يرد عليها كل يوم الشارع الذي ترك كل همومه واختلافاته،،،لكن لن يسمح لأي كان أن يمس ثوابته المقدسة: الله ،، الوطن ،، الملك، وطنيتنا صادقة فطرنا عليها بعدما أرضعناها في حليب أمهاتنا،وطعمناها في خبز الشعير وكؤوس الشاي،،، وطنيتنا لا تؤصل لكره الغير، أو التطاول على الناس،،،لأن جذورها أصيلة ،،، وعلى أعداء الوطن من بني جلدتنا، وجيراننا المدعمين للانفصاليين أن يفهموا ذلك،وإلا،،، ----------- [COLOR=darkred] ذ علي الفكعة [/COLOR]