يمكن التأكيد الان، أن المستقبل يفتح ذراعيه للصحافة الإلكترونية بتازة، انطلاقا من عدة مؤشرات و إحصائيات أتبثت كون المتتبعين للشأن المحلي بمن فيهم المستشهرين يفضلون حاليا التعامل مع الصحافة الإلكترونية، و هذا ما عبر عنه بالضبط و لو على بشكل عام لا يمنع من الإسقاط على ما هو محلي، الفيلسوف الألماني [COLOR=darkblue]"هايبرماس"[/COLOR] عبر نظرية المجال العام public sphere التي أكدت أن وسائل الإعلام الإلكترونية الآن تخلق حالة من الجدل بين الجمهور، إذ تتيح تأثيرا كبيرا في القضايا العامة وتؤثر على النخبة والنخبة الحاكمة والجمهور، مما يعني أن ثقافة الإنترنت أصبح لها جماهيرها وشعبيتها، وهي في ازدياد مطرد على العكس من قراء الكتب و الجرائد لاعتبارات عدة، في مقدمتها عدم الانتظام في الإصدار، و بالتالي إبداء الاحترام للمتتبع و القارىء. و مادمنا نتحدث عن الإصدار، باعتباره نقطة الضعف و القاسم المشترك بين كل الجرائد التازية التي تحمل عبارة جرائد [COLOR=darkblue]"مستقلة شاملة أسبوعية تصدر مؤقتا مرة في الشهر"[/COLOR] و منها من يحمل عبارة [COLOR=darkblue]"جهوية مستقلة شاملة تصدر مؤقتا مرة في الشهر"[/COLOR] فإننا يمكننا التأكيد بما لا يدع الشك، (دون الخوض في مسألة الشمولية و الاستقلالية باعتبارها مصطلحات فضفاضة) كون الجرائد التازية لم تحافظ على أهم ميثاق بينها و بين القارىء، و هو احترام تاريخ الإصدار و لو لمرة واحدة بالشهر فما بال (ك) دخول غمار الإصدار الأسبوعي الذي يبقى من المستحيلات على الصحافة المحلية و الجهوية لعدة أسباب مادية، بشرية، و جغرافية. للتدليل على ذلك، و بالعودة لأرشيف الجرائد المحلية نجد كون جريدة [COLOR=darkblue]تازة الجهوية [/COLOR]مثلا لم تصدر منذ شهر 01 غشت 2010 أي بغياب وصل لحدود الساعة (15 دجنبر 2010) ثلاث أشهر و نصف، قبل ذلك غابت عن المتتبع و الاكشاك منذ 17 أبريل 2010 و قبلها منذ فبراير 2010، في نفس السياق نجد جريدة [COLOR=darkblue]المواطن التازي [/COLOR]دخلت لحدود الساعة، مرحلة غياب عن الأكشاك بلغت الشهرين و النصف، فمند عددها 18 الصادر بتاريخ 30 غشت 2010 لم ترى النور رغم مراهنتها على ما هو جهوي!! أضف قبل العدد 18غابت أيضا لمدة أخرى بلغت 50 يوما لتعود للواجهة بعدد مزدوج بعد عدد صدر في صيغة تجارية تسويقية أكثر منها إخبارية. بالمقابل هناك جريدتين ورقيتين، حافظت إحداهما على علاقتها بالساحة الإخبارية و لو بشكل نسبي، ما دامت 16 صفحة غير كافية لتغطية احداث الإقليم على المستوى الحضري و القروي لفترة تتراوح بين 30 و 40 يوم، و هي جريدة [COLOR=darkblue]الحدث التازي[/COLOR] بصفتها أول جريدة بالإقليم تحترم نوعا ما تواريخ الإصدار التي لا تتجاوز في غالبية الاحيان الشهر و عشرة أيام على أبعد تقدير أي بمعدل 12 عدد في السنة، أما جريدة [COLOR=darkblue]أجيال مبدعة [/COLOR]فتسثتنى مؤقتا من لائحة الغائبين نظرا لإصدارها لعدد واحد لم يتجاوز على تاريخ إصداره شهرا كاملا، لكن لا يعني عدم التذكير كون هذه الاخيرة تراهن على الوطني انطلاقا من المحلي، و هو في حد ذاته "حلم مشروع" لكن يلزمه العمل الجاد و تدارك أخطاء السلف و الابتعاد قدر الإمكان عن كل ما هو موجود و قائم حاليا، و عليه في انتظار عودة الجرائد الغائبة على الأكشاك، و الحاضرة في كل المناسبات، نشير كون الصحافة الاليكترونية قد وضعت لها موطئ قدم بالمشهد الإعلامي المحلي، ليس فقط بجدب انتباه متتبعي الجرائد الورقية أو التأثير على القضايا العامة بالإقليم بل تخطته للعائدات الإشهارية في مدينة لا يمكننا بتاتا التحدث فيها عن اقتصاديات المدينة!!! لكن الإشكالية المطروحة ليست مسألة قراء أو إشهار بل هي أسباب تراجع و تنازل بعض الجرائد عن أداء دورها داخل مجتمع تقليدي بذاته، ينظر للصحافة المحلية كطوق نجاة من بعض الاختلالات التي تطغى على الشأن العام في جميع المستويات من جهة، و كإحدي وسائل التاثير الجماهيري في توجيه الرأي العام لما فيه المصلحة العامة من جهة أخرى ؟؟؟ بعيدا عن ما يقال عن الصحافة الجهوية في مدن أخرى كونها (مقتطف من حوار للصحفي عزيز باكوش عن واقع الصحافة الجهوية بفاس نشر بجريدة شباب العرب المغربية) غير مسؤولة، ولا تكتسي أخبارها أية مصداقية، مقرها في حقيبة مديرها بلا خط تحريري ولا رؤيا واضحة، يسيطر فيها المدير على كل المناصب والمهام التحريرية ويقلد نفسه سيدا ومدير مسؤولا عن النشر والتوزيع ، مقره في حقيبته، ينشر الإشاعة بغرض الابتزاز، ويفاوض في أمر نشر ملفات من عدمه، كما ينتظر بنزقية فرصة المناسبات الدينية والوطنية كي يطرق أبواب المنتخبين والسلطات من أجل إعلانات مباركة تأكل الثوم بفم المتعاونين معه... و ما خفي كان أعظم. ____________ تازاسيتي [COLOR=darkred]راجع من باب الاستئناس[/COLOR] [URL=http://www.tazacity.info/news/news-action-show-id-1422.htm]- في حوار مع الصحفي عزيز باكوش : واقع الصحافة الجهوية وآفاقها بفاس[/URL]