تم مساء يوم الجمعة بمدينة طنجة تسليم جوائز عبد الله كنون للدراسات الاسلامية والادب العربي في نسختها العاشرة، خلال حفل أدبي وعلمي راق تميز بحضور باحثين وأكاديميين وكتاب وشعراء وفعاليات ثقافية واجتماعية. ففي فئة الدراسات الإسلامية، منحت الجائزة الأولى للصديق بوعلام عن مؤلفه في تحقيق كتاب "تعليق على ختم جوهرة التوحيد للعلامة احمد بن موسى الهمساسي الحسناوي السلاوي" ، وعادت جائزة الاستحقاق لإدريس الخرشاف عن بحثه "خطبة الوداع استراتيجية كونية لبناء مجتمع التسامح وحوار الحضارات "، وجائزة الاستحقاق الثانية لمحمد ياسين الهشاب عن بحثه "الفكر الاسلامي المعاصر واشكاليات الاختيار الحضاري " . وفي صنف الادب العربي ،منحت الجائزة الاولى للباحث محمد أملاح عن بحثه "محمد المكي البطاوري ومنهجه في شروحه الادبية مع تحقيق التراث الادبي والبلاغي المغربي"، وجائزة الاستحقاق للباحثة هدى المجاطي في موضوع "الحياة الثقافية في شمال المغرب من خلال الصحافة المكتوبة 1912-1956". وبهذه المناسبة، أبرز الأكاديمي المغربي ورئيس اللجنة العلمية للجائزة السيد محمد الكتاني أن هذه الجائزة تعد بمثابة تتويج للبحوث المبتكرة في مجال الدراسات الإسلامية والأدب المغربي، مشيرا إلى أن من بين الأعمال التي قدمت ترشيحها ثمانية أبحاث استجابت لمعايير علمية محددة وصارمة ، وقد تم اختيارها لتدخل غمار المنافسة لنيل جوائز هذه السنة. ومن جانبه، قال محمد كنون ، عضو اللجنة العلمية ومحافظ مكتبة عبد الله كنون بطنجة أن الأعمال الفائزة بقدر ما تعالج قضايا ذات أهمية كبيرة في مجال الدراسات الإسلامية و الأدب المغربي ب قدر ما أنها تقدم الاضافة للبحث العلمي المغربي ، مشيرا إلى أن هذه الجوائز العلمية تهدف إلى تحقيق الاشعاع للثقافة والفكر المغربي المبدع الذي شكل الراحل عبد الله كنون أحد رواده وأعمدته البارزة ، وكذا تشجيع الأجيال الصاعدة على الانخراط في مسار البحث والعلم وتقريب الشباب من الإبداعات رواد الأدب المغربي والفكر الاسلامي ، الذين بصموا المشهد الثقافي المغربي والعربي. وقال رئيس الجمعية المغربية للتضامن الاسلامي وعضو اللجنة العلمية للجائزة عبد الرحيم بنسلامة، غن البحوث المتوجة تشرف قيمة الراحل عبد الله كنون العالم الموسوعي ،الذي تجمعت في شخصه من السجايا الراقية والخصال الحميدة والمؤهلات العلمية ما جعل منه علما من ألمع رجال الفكر والأدب، كما تشرف البحوث الجهود التي بذلها الراحل من مختلف مواقع مسؤولياته الرسمية والابداعية لإثراء وإغناء الفكر المغربي والمكتبة الاسلامية والعربية. وأعرب المتوجون بالمناسبة عن افتخارهم بهذه المبادرة العلمية لتعزيز الحضور الثقافي الوطني ونشر وتبادل المعرفة بين المثقفين المغاربة ودعم مشاركة الشباب في البحوث التي تبرز القيم والهوية المغربية، داعين المؤسسات العلمية الوطنية لخلق مثل هذه المبادرات العلمية بغية تشجيع البحث والإبداع خاصة بين الأجيال الصاعدة . وقد ازداد العلامة والفقيه الراحل عبد الله كنون في فاس سنة 1908، وترعرع بمدينة طنجة، وبعد دراسته بجامعة القرويين ، عاد عبد الله كنون إلى مدينة البوغاز حيث افتتح أول مدرسة خصوصية مغربية للمساهمة في الحفاظ على الهوية الوطنية، كما ساهم بنشاط كبير في الحركة الوطنية من أجل الاستقلال معتبرا ان الحقل التربوي والعلمي يعد مدخلا اساسيا لمواجهة فكر الاستيلاب ومواجهة الاستعمار . وعين الراحل مع بداية الاستقلال أول عامل لمدينة طنجة ورئيس المجلس العلمي المحلي ، وهو أيضا مؤلف العديد من الكتب المرجعية ولا سيما في مجال الفقه والتاريخ. وقبل مماته سنة 1989 وهب الراحل عبد كنون مكتبته الغنية الخاصة لمدينة طنجة، وتشكل هذه المعلمة واحدة من أبرز المؤسسات الثقافية المهمة بالمدينة، وتمثل نقطة التقاء الباحثين والمفكرين والطلبة. وتم الاعلان عن إنشاء جائزة عبد الله كنون العلمية سنة 1990 ومنحت أول جائزة من طرف المؤسسة سنة 1992.