أعلن قصر الإليزي، اليوم الأربعاء، تعيين مريم الخمري وزيرة للتشغيل والتكوين المهني، لتعوض فرانسوا ريبسامين، الذي استقال من منصبه في 19 غشت الماضي ليتفرغ لعمودية مدينة ديجون، التي بقي منصبها شاغرا بعد وفاة آلان ميلو. وسيجري حفل تسليم السلط بعد ظهر اليوم بين الوزير المستقيل والوزيرة من أصول مغربية الخمري. وتبلغ الخمري من العمر 37 عام، وقد تقلدت سابقا مهمة كاتبة دولة مكلفة بشؤون السياسات الحضرية رفقة الوزير باتريك كانر. الخمري ولدت في مدينة الرباط، لكنها قضت سنوات طويلة في طنجة، قبل أن تعود رفقة والدتها إلى فرنسا، وانتخبت مرتين مستشارة في مقاطعة باريس، قبل أن يقترحها مانويل فالس على الرئيس هولاند لمنصب كاتبة الدولة، ثم وزيرة. مريم هي ثمرة زواج بين أب مغربي وأم فرنسية، وهي طموحة ومتعددة المواهب، وذات مشوار سياسي "حافل" رغم أنه قصير، إذ انتخبت في 2008 ممثلة عن الدائرة الباريسية الثامنة عشرة، ضمن لائحة عمدة باريس دانييل برتراند دولانوي، والذي كلفها بمهمة الشؤون المدرسية والوقائية في إدارته للعاصمة. عاشت مريم بالمغرب مدة عشر سنوات ما بين 1978 (السنة التي ولدت فيها) و1988، لتنتقل مباشرة بعدها إلى مدينة البوغاز طنجة، حيث قضت طفولتها هناك، قبل أن تنتقل رفقة والديها إلى مدينة بوردو، التي درست بجامعتها القانون العام، لتنضم إلى الحزب الاشتراكي وتتخصص في القانون والسياسة. انتخبت الخمري مرتين مستشارة في بلدية باريس، وشغلت مجموعة من المهام في مكتب عمدة باريس، قبل أن ينتقيها فالس لتشغل منصب كاتبة الدولة المكلفة شؤون المدينة. والى جانب كونها مستشارة جماعية في الدائرة رقم 18 ببلدية باريس منذ 2008، عينت مريم نائبة لرئيسة اللجنة الدائمة بالمجلس البلدي للعاصمة الفرنسية خلال هذا العام. ويرى العديد من المتتبعين أن الخمري لها مستقبل سياسي كبير خلال الفترة القادمة، نظراً لعملها الدؤوب وطموحها اللا محدود.