تم التوقيع، أمس الأحد بإمارة الشارقة، على مذكرة تفاهم بين مدينتي طنجة والشارقة، تفتح آفاق تعزيز التعاون في مجالات العمل العام المشترك والقطاعات الاقتصادية والثقافية والرياضية والشبابية. ويندرج الاتفاق، الذي وقعه فؤاد العماري رئيس الجماعة الحضرية لطنجة وراشد سلطان بن طليعة رئيس المجلس البلدي لمدينة الشارقة، في سياق العلاقات المتميزة والوطيدة القائمة بين المملكة المغربية ودولة الإمارات العربية المتحدة. وتنص مذكرة التفاهم، التي تم توقيعها بمناسبة حفل افتتاح المنتدى العالمي للاستثمار الأجنبي المباشر الذي تحتضنه الشارقة على مدى ثلاثة أيام، على فتح إمكانية مشاركة كلا الطرفين، على أعلى مستوى في المنتديات والاجتماعات الدولية والأنشطة المختلفة (معارض، مهرجانات، مؤتمرات...). وتتعاون مدينة الشارقة وطنجة، بحسب الاتفاق، على تنسيق ونقل المعلومات عن المشاريع المتعلقة بالتنمية الاقتصادية والخاصة بإنشاء الشركات ودعم التجارة، وتشجيع لقاءات رجال الأعمال والشركات في المدينتين لدعم وتطوير فرص العمل، ونقل التكنولوجيا. وأكد الجانبان في هذه الاتفاقية على أهمية التركيز على قطاعات بعينها تشمل السياحة باعتبارها عاملا رئيسيا في التنمية الاقتصادية وإدارة التخطيط العمراني والحضري. ويلتزم الطرفان أيضا بتشجيع التبادل الثقافي والسعي إلى تسهيل الولوج إلى المؤسسات الثقافية والتراثية لكل من الطرفين، وتعزيز أواصر التعاون في المجالات الرياضية من خلال تبادل البرامج والأنشطة المشتركة. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أبرز فؤاد العماري، أن مذكرة التفاهم تجسد انفتاح مدينة طنجة على محيطها الخارجي ولاسيما بلدان مجلس التعاون الخليجي ودولة الإمارات العربية المتحدة بالأخص. وتعكس المذكرة، يضيف العماري، رؤية استراتيجية تقوم على تسويق مدينة طنجة باعتبارها قطبا اقتصاديا واعدا في منطقة شمال افريقيا ، يعرف تحولات كبيرة وهامة على مستوى البنيات التحتية واستقطاب الاستثمارات الأجنبية. وأضاف عمدة مدينة طنجة أن الاتفاق يعد تتويجا للعلاقات المتميزة القائمة بين المغرب والإمارات، مشيرا في هذا السياق إلى المساهمة الإماراتية الهامة في عدد من الأوراش المهيكلة والمشاريع الضخمة بالمملكة، مؤكدا أن أهمية مذكرة التفاهم تنبع من الإرث الثقافي والحضاري العريق لطنجة والحرص على تكامله مع المؤهلات التي تزخر بها مدينة الشارقة في المجال الثقافي بالخصوص ولاسيما في ظل الاحتفاء بها السنة الماضية كعاصمة الثقافة الإسلامية. وأبرز الموقع الجغرافي والاستراتيجي لمدينة طنجة، حيث تقع على مضيق جبل طارق الذي يعرف عبور أزيد من ثلاثين بالمائة من الملاحة التجارية الدولية، يؤهلها للانخراط في شراكات مع عدة مدن، ولاسيما في ظل تمتعها بموقع استراتيجي بالنسبة للأسواق التجارية الدولية، مشيرا في السياق ذاته إلى ان الامارات أضحت اليوم من أهم الأسواق التجارية العالمية. وعلى هامش حفل توقيع مذكرة التفاهم، عقد الوفد المغربي الذي يضم إلى جانب مسؤولي الجماعة الحضرية لطنجة فاعلين اقتصاديين وصناعيين بالمنطقة، مباحثات مع مسؤولين بإمارة الشارقة، حضرها على الخصوص سفير المغرب بأبوظبي محمد آيت وعلي، سعت إلى بحث سبل تعزيز وتطوير العلاقات الاقتصادية بين الجانبين. وأوضح عمر مورو، رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات لولاية طنجة، في تصريح مماثل، أن المباحثات شكلت مناسبة لإبراز المؤهلات التي تزخر بها مدينة طنجة والتي تجعل منها قطبا صناعيا واقتصاديا. وأشار إلى أنه قد تم الحرص على تحسيس الفاعلين بغرفة تجارة وصناعة الشارقة، بأهمية الاستفادة من الفرص الاستثمارية التي تزخر بها طنجة، وذلك في سياق الجهود التي يبذلها الفاعلون الاقتصاديون المغاربة في إطار الديبلوماسية الموازية.