قدم المشاركون في لقاء تواصلي، الثلاثاء بشفشاون، تشخيصا لوضعية قطاع الصحة بالإقليم، كما تم رصد بعض الاختلالات والمشاكل التي يعاني منها، في أفق البحث عن حلول للرقي بخدماته. وحث المتدخلون في اللقاء، المنظم من قبل مجموعة الجماعات الترابية حفظ الصحة لباب القرن والساحل وتزران بمشاركة ممثلين عن السلطات المحلية والمنتخبين وفعاليات المجتمع المدني، على ضرورة تضافر جهود كافة الأطراف للرفع من مستوى الخدمات الصحية مع ما يتلاءم مع الحاجيات المتزايدة للساكنة. وتطرق رئيس المجلس الاقليمي لشفشاون، عبدالرحيم بوعزة، إلى بعض ما وصفها ب "الاختلالات" التي يعاني منها قطاع الصحة، خاصة على مستوى نقص التجهيزات، مذكرا أن المجلس أبرم اتفاقيات شراكة وتعاون للتخفيف من حدة هذا النقص ولدعم مشاريع البنية التحتية وتقوية الموارد البشرية. من جانبه، اعتبر المدير الجهوي للصحة، إكرام عفيفي، أنه سيتم تعزيز الأطر البشرية على صعيد المستشفيات والمستوصفات بإقليمشفشاون من خلال تعيين بعض الأطباء الاختصاصيين، موضحا ان توفر "الاختصاصات بالمستشفيات محكوم بالخريطة الصحية". بخصوص مشكل قسم الانعاش بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بشفشاون، ذكر بتعيين طبيب مختص في الانعاش، إلى جانب الأطر التمريضية المتخصصة، مبرزا أن جدولة تزامن العمليات الجراحية بالمستشفى سيحد بشكل كبير من هذا المشكل، بينما سيتم توجيه بعض الحالات التي تتطلب اختصاصات غير متوفرة بالمستشفى الإقليمي إلى المستشفى الجهوي بتطوان أو المستشفى الجامعي بطنجة. بينما على مستوى البنيات التحتية، أبرز المدير الجهوي للصحة أنه تم المصادقة على مخطط الصحة لجهة طنجة – تطوان – الحسيمة والممتد على 5 سنوات، حيث يضم إنجاز مجموعة من المشاريع، أهمها بناء مستشفى بالجبهة ومستشفى بجماعة باب برد، إلى جانب تجهيز وتأهيل عدد من المراكز الصحية وتقوية أسطول سيارات الاسعاف. وبعد ان أعلن عن تعيين طبيب نفسي بالمستشفى الإقليميلشفشاون، أعلن الدكتور إكرام عفيفي عن الشروع في إنجاز دراسة لمعرفة الأسباب الكامنة وراء حوادث الانتحار بالإقليم، موضحا أن أخصائيين من المدرسة الوطنية للصحة العمومية يشرفون على هذه الدراسة، حيث سيتم اتخاذ التدابير اللازمة على ضوء نتائجها. من جانبه، أوضح رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليمشفشاون، محمد المريني، الجهود والتدخلات التي تقوم بها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في القطاع الصحي بإقليمشفشاون، مذكرا بمجموعة من المشاريع المنجزة أو قيد الإنجاز في إطار برنامج تدارك الخصاص على مستوى البنيات التحتية والخدمات الأساسية بالمجالات الترابية الأقل تجهيزا، وضمن برنامج مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة وبرنامج الدفع بالتنمية البشرية للأجيال الصاعدة. في السياق ذاته، أضاف أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بشراكة مع المندوبية الإقليمية للصحة والمجلس الاقليمي، اهتمت بتعزيز الموارد الصحية بالإقليم، عبر التعاقد لمدة خمس 5 سنوات مع 15 ممرض وممرضة و5 قابلات و10 مضيفات استقبال، وتوزيعهم على المراكز الصحية بالإقليم التي تعرف خصاصا في الموارد البشرية. وعرف هذا اللقاء توزيع حصص من الأدوية من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مجموعة من المراكز الصحية بالإقليم، كما تم الإعلان عن تشكيل تنسيقية مكونة من فعاليات مدنية للترافع حول المشاكل الصحية التي يعرفها الإقليم.