افتتحت، مساء الجمعة بمدينة الحسيمة، فعاليات المعرض الجهوي التاسع للكتاب تحت شعار "القراءة منارة التنمية"، وذلك بمشاركة أكثر من 36 عارضا من دور نشر ومؤسسات ثقافية مغربية وأجنبية وكتبيين محليين وجهويين ووطنيين، لعرض آخر و جديد إصدارتهم. وتحمل هذه الدورة من المعرض، الذي أشرف على افتتاحه وزير الثقافة والاتصال، محمد الأعرج، بحضور عامل إقليمالحسيمة، فريد شوراق، وعدد من المسؤولين، اسم الشاعر الراحل محسن أخريف، حيث ستتواصل فعالياتها إلى غاية 4 يوليوز المقبل. وتنظم وزارة الثقافة والاتصال – قطاع الثقافة – هذه الدورة من المعرض بدعم من مجلس جهة طنجة – تطوان – الحسيمة وبشراكة مع المجلس الجماعي للحسيمة وجمعية تفسوين للمسرح الأمازيغي، وبمشاركة متميزة لدار الشعر بتطوان، وبتعاون مع عدد من الجمعيات المحلية والجماعات الترابية. في كلمة بالمناسبة، أكد السيد الأعرج على أن هذه الدورة من المعرض "ستكون حلقة جديدة في مسار هذه النهضة الثقافية الساعية إلى صياغة لحظة تواصل منتج بين مختلف المتدخلين في صناعة الكتاب واقتنائه علاوة على الرفع من نسبة الإقبال على القراءة، وتكريسها كسلوك يومي، وإتاحة جديد دور النشر المغربية والمتوسطية في مجالات الآداب والعلوم والفكر والفنون التعبيرية المختلفة لجمهور القراء". وأشار الوزير، في الكلمة التي تلاها نيابة عنه محمد البرهاني رئيس مصلحة المعارض الوطنية والجهوية، أن فقرات المعرض تولي عناية خاصة ل "مجمل الكتابات الفكرية والنقدية والإبداعية المغربية وعلاقتها بالقراء، وذلك عبر تقديم الإصدارات الجديدة في هذه الحقول، خصوصا لمؤلفين من الحسيمة وشمال المملكة، فضلا عن قراءات شعرية وقصصية حية، في أفق استشراف لحظات فكرية وفنية ينخرط فيها مجمل الفاعلين والمهتمين". وأضاف السيد الأعرج أن وزارة الثقافة والاتصال ستحرص على انتظام هذا المعرض السنوي وتطويره إيمانا بوظيفته التنموية والتنويرية، وإدراكا لما يمثله من "سياسة قرب ثقافي"، تستجيب لوعي مشترك بالأهمية القصوى التي يكتسيها فعل القراءة، كأحد المداخل الأساسية للانتماء إلى مجتمع المعلومات وإلى دمقرطة الثقافة، باعتباره حقا من حقوق المواطنة وهو الأمر الذي نلمسه من خلال إشراك أربع جماعات بإقليمالحسيمة في البرنامج الثقافي للدورة. وتابع أن الوزارة حرصت، وستحرص دوما، على التنسيق مع مختلف الفاعلين، سواء في اختيار المحاور والموضوعات أو في انتقاء الكتاب المشاركين، أملا في أن يثمر هذا التعاون زخما ثقافيا، ووهجا جماليا تكتنزه مدينة الحسيمة ويليق بسمعة هذا المعرض في الثقافة المغربية. من جهتها، أبرزت الأستاذة جيهان الخطابي، نائبة رئيس المجلس الجماعي للحسيمة ورئيسة تدبير قطاع الثقافة والتعليم والتكوين المهني، أهمية تنظيم المعرض الجهوي بالمدينة من أجل الاحتفاء بالكتاب والكتابة، وتكريس تقليد ثقافي يرسخ ثقافة الإبداع بأبعادها الإنسانية والفلسفية والاجتماعية، ويشجع على التعدد الثقافي والانفتاح على الحضارات، مستلهما روح الأفكار النبيلة والارتقاء بالكلمة الهادفة والسمو بالفاعلين في هذا المجال. وتعرف هذه التظاهرة الاحتفاء بمجموعة من رواد الثقافة والفن الذين ينحدرون من المنطقة، اعترافا بما قدموه للساحة الفكرية والأدبية والفنية من إبداعات، لاسيما لما للكاتب والكتاب من دور في حفظ الثقافة والتراث المغربي والكوني، مع انفتاح البرنامج على مجمل الكتابات الفكرية والنقدية والإبداعية المغربية في شتى التخصصات، من خلال توقيع و تقديم الإصدارات الجديدة في هذه الحقول، فضلا عن عقد ندوات فكرية ولقاءات أدبية وقراءات شعرية وقصصية وورشات للحكي والتشكيل والمسرح والكتابة الأدبية وعروض موسيقية ومسرحية وتراثية ومعارض فنية في التصوير الفوتوغرافي والتشكيل. وتقديرا لنخب الجهة التي أسهمت في الإشعاع الثقافي والفني للمنطقة، تم تكريم مجموعة من المثقفين والفاعلين في مختلف المجالات الأدبية والفكرية والموسيقية وهم الاساتذة عمر لمعلم و فؤاد أزروال وقاسم الورياشي والاستاذة فاطمة الزهراء الرغيوي.