أسدل الستار الثلاثاء الماضي 30 أبريل 2013، بقاعة ابن بطوطة التابعة للجماعة الحضرية لطنجة، عن أشغال البرنامج البيئي التوعوي، الذي دارت أطواره على مدى تسعة أيام بمجالات ترابية مختلفة، وأشرفت عليه مقاطعة طنجةالمدينة، بشراكة مع عدد من مؤسسات المجتمع المدني، وذلك تخليدا لذكرى يوم الأرض الذي يصادف تاريخ 22 أبريل من كل سنة. وقد شكلت أنشطة مكتب الهلال الأحمر المغربي بولاية طنجة قطب الرحى في هذا البرنامج، لكثافتها وتناولها صلب الموضوع، وتمحورها على تربية النشئ وتوعيتهم في مجال المحافظة على البيئة، باعتماد مقاربات تثقيفية وتوعوية تعتمد على العمل الميداني كآلية لتغيير السلوكيات الخاطئة. اهتمام الهلال الأحمر بهذا الجانب، لم يأت محض الصدفة، وإنما هو يمثل أحد المرتكزات الأساسية في عمله، لارتباطه بسياسة الحد من المخاطر المرتبطة، بالتغيرات المناخية التي أضحت تشكل خطرا ملموسا على الحياة البشرية بشكل عام. وباعتبار أن المغرب يعتبر من الدول المعرضة لمخاطر التغيرات المناخية، بسبب تموقعه بإحدى أكثر المناطق جفافا، والتي تعرف تواترا متسارعا للظواهر الحادة كالجفاف والفيضانات، ونتيجة لتدهور نظمه البيئية، سواء بفعل الطبيعة أو بفعل الإنسان، وما ينتج عنها من هجرة قسرية للسكان... فإن تبني توجه المحافظة على التوازن البيئي أضحت ضرورة تمليها الحاجة، وتفرضها الرغبة في تحقيق حياة كريمة للساكنة. من هذا المنطلق ركزت أنشطة الهلال الأحمر المغربي على شقين أساسيين، أولهما، الرفع من نسبة الوعي لدى الساكنة، وخاصة لدى فئة الأطفال، بأهمية الحفاظ على البيئة ومدى ارتباطها بالحياة الطبيعية للإنسان، وثانيهما، العمل على إكساب الأفراد والجماعات القدرة على التكيف مع تغير المناخ، والبحث عن حلول مستدامة تمكن من التأقلم مع الحالات الاستشناية بما يضمن الاستقرار والعيش الآمن. وبهذا الصدد نظم الهلال الأحمر المغربي عددا من حملات النظافة بكل من غابة مسنانة، ومتنزه بيير دي كاريس (غابة الرميلات)، شملت، إلى جانب عمليات التنظيف، إقامة ورشات تحسيسية لفائدة الأطفال وعموم المواطنين، تروم لفت أنظار المستفيدين إلى ضرورة اتخاذ المبادرات الكفيلة بإنقاذ المجالات الخضراء من الاندثار، وتكريس الثقافة البيئية في أوساط مختلف الشرائح المجتمعية. وقد شهد نشاط تنظيف مقبرة المجاهدين، حضورا مميزا للمسعفين المتطوعين من جهة، ولأطفال إحدى المدارس المجاورة للمقبرة، وبعض من القائمين على برنامج يوم الأرض بمقاطعة طنجةالمدينة، حيث وصل مجموع المشاركين إلى حوالي 100 شخص، بذلوا كل ما في وسعهم لاستعادة الحالة الطبيعية للمقبرة، باعتبارها مكانا له قدسيته لدى الإنسان باختلاف أديانه وثقافاته. ونظرا للطبيعة الروحانية لهذا النشاط، فقد كانت نتائجة بادية للعيان، من خلال المظهر اللائق، والحلة الجديدة التي لبستها المقبرة، بعدما كانت بعض جوانبها مرتعا للأزبال والنفايات، مثلها في ذلك مثل عدد من المقابر التي ترقد فيها أجساد المسلمين. وتعتبر هذه العملية، هي الثالثة من نوعها التي نظمها متطوعو الهلال الأحمر المغربي بولاية طنجة، بعد مقبرة السعدية المتواجدة بحي سيدي ادريس، ومقبرة الشرف. وإلى جانب الأنشطة البيئية، كان المستفيدون على موعد مع عدد من الورشات التكوينية والتحسيسية في مجالات التقليل من المخاطر والإسعافات الأولية، وهي الآلية التي أريد بها تمكين الأطفال على وجه الخصوص، والساكنة عموما من التقنيات الممكن اعتمادها للتخفيف من المخاطر الناتجة عن التغيرات المناخية، بهدف إنقاذ الأرواح وحماية كرامة الإنسان، القيمتان الأساسيتان في عمل الهلال الأحمر المغربي.