انطلقت بمدينة شفشاون، الأربعاء، حملة تحسيسية ميدانية حول ترشيد استهلاك الماء، بمبادرة من المكتب الوطني للماء والكهرباء ووكالة الحوض المائي اللوكوس. وتهدف هذه الحملة، التي تجري بتنسيق مع السلطات المحلية وجماعات ترابية بشفشاون وجمعيات المجتمع المدني إلى غاية 7 مارس المقبل، إلى تحسيس ساكنة إقليمشفشاون وجعل التواصل المستمر آلية لرفع تحديات تراجع التساقطات المطرية، وخلق وعي للحد من السلوكيات السلبية في استهلاك وتدبير الموارد المائية وحمايتها من الضياع. في هذا الإطار، تم تشكيل تنسيقية محلية للتحسيس بظاهرة الإجهاد المائي، ووضع برنامج تحسيسي يستهدف المؤسسات التعليمية ومختلف المؤسسات والمراكز الاجتماعية والمرافق السياحية، إلى جانب المزارعين بالمدارات السقوية بالإقليم. وتأتي هذه الحملة، حسب المنظمين، تفعيلا للتوجيهات السامية لمواجهة ندرة المياه، بالنظر للعجز الملحوظ على مستوى التساقطات والضغط القوي على الموارد المائية، لاسيما مع تراجع حقينة السدود وتقلص الفرشات المائية الجوفية. وسلط المشاركون، في الندوة الافتتاحية للحملة التحسيسية، الضوء على إشكالية ندرة المياه والتدابير الاستعجالية للحد من هذه الأزمة، والممارسات الحسنة لترشيد استهلاك الماء، داعين كافة الفاعلين بإقليمشفشاون إلى الانخراط في هذه الحملة الرامية إلى المحافظة على الموارد المائية. وتطرقت عروض مسؤولي المكتب الوطني للماء الصالح للشرب بشفشاون ووكالة الحوض المائي اللوكوس إلى سلسلة من الإجراءات الكفيلة بترشيد استعمال الماء، مع استعراض التدابير المتخذة لخفض الإجهاد المائي، وكذا استعراض الحالة الهيدرولوجية الراهنة. في هذا الصدد، أبرز رئيس مصلحة التدبير بالمديرية الإقليمية لقطاع الماء، محمد الزكاري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أهمية هذه الحملة التحسيسية في الحفاظ على الموارد المائية، مبرزا الدور المحوري لسد شفشاون ومحطة معالجة المياه من الجيل الجديد المرتبطة في تقوية وتأمين تزويد المدينة بالماء الصالح للشرب. بدوره، أوضح رئيس سد شفشاون، سعيد الغريب، أن الاحتياطي المائي بشفشاون كاف لمدة سنة تقريبا، وذلك بفضل التساقطات المطرية الأخيرة التي عرفتها المنطقة، مبرزا أن المخزون المائي للسد تعزز بواردات مهمة، حيث ارتفع معدل الملء إلى حوالي 95 في المائة، أو ما يعادل 11,5 مليون متر مكعب. وتابع المسؤول أن "المخزون المائي الحالي سيمكن من تلبية جميع الحاجيات من الماء الصالح للشرب بمدينة شفشاون والجماعات الترابية المجاورة، إلى جانب تأمين تزويد الأراضي الفلاحية في سافلة السد بمياه الري الضرورية".