في إطار استعدادات مؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدارالبيضاء لاستقبال شهر رمضان الكريم، اتخذت إدارة المؤسسة مجموعة من الترتيبات الرامية إلى توفير كافة الخدمات الضرورية، وذلك من أجل احتواء كافة المصلين الذين يتوافدون بأعداد كبيرة على هذا الصرح الديني الكبير. وقال السيد محمد البركاوي الكاتب العام لمؤسسة مسجد الحسن الثاني ، في حديث خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، ركز على استعدادات المسجد لاستقبال الشهر الكريم ، إن هاته الترتيبات تروم في مجملها، السهر على راحة المصلين، وكذا الحفاظ على حسن سير كافة الأنشطة الدينية والثقافية التي تشهدها قاعة الصلاة والساحة والمكتبة الوسائطية التي تعرف بدورها تنظيم مجموعة من المحاضرات الهادفة وأنشطة موازية. وحسب السيد البركاوي، فإن هذه الاستعدادات تتم بالتنسيق مع كل من المندوبية الجهوية للشؤون الإسلامية بجهة الدارالبيضاء / سطات، والمجلس العلمي المحلي لأنفا ،ومفوضية الأمن التابعة للمسجد، والوقاية المدنية، مع تنظيم وبرمجة تدخلات عدد من الفعاليات الأخرى من شركات مختصة في السلامة والصيانة والنظافة والحراسة. فعلى مستوى قاعة الصلاة ، ورغبة منها في استيعاب الأعداد الهائلة للمصلين المتوافقين في ظروف جيدة على القاعة لأداء صلاة العشاء والتراويح، قررت إدارة المؤسسة اتخاذ مجموعة من الإجراءات تهم تفريش قاعة الصلاة بما يكفي من الموكيت والزرابي ، وإعداد وتتبع الجدول الزمني لفتح وإغلاق أبواب المسجد وتحديد الأبواب التي ستفتح عند كل صلاة لتفادي الازدحام. كما ستعمل إدارة المؤسسة على توفير الماء الشروب للمصلين، وإحداث مسالك للتنقل داخل القاعة، وفتح السقف المتحرك قصد التهوية وتوفير الإضاءة الطبيعية للقاعة، مع السهر على ضمان الإنارة الجيدة بالقاعة والتأكد من سلامة الأجهزة الكهربائية، فضلا عن مراقبة وصيانة الأجهزة الصوتية من طرف تقنيي المؤسسة بالتنسيق مع الشركة المتعاقد معها في هذا الشأن لضمان الصوت الجيد. أما على مستوى ساحة المسجد، فيتوقع أن تشهد ساحة المسجد الحسن الثاني بالدارالبيضاء ، كما هو الشأن بالنسبة للسنوات الماضية ، إقبالا متزايدا من طرف المصلين الراغبين في أداء صلاة العشاء والتراويح . ومن أجل التخفيف من الضغط الذي تعرفه قاعة الصلاة ، يضيف السيد البركاوي، عملت إدارة المؤسسة على ، الإسراع في الانتهاء من الأشغال الجارية بالساحة لتمكين المصلين من أداء صلاة العشاء والتراويح بها، وتفريش العدد الكافي من الحصيرة قبيل صلاة العشاء وجمعها بعد نهاية صلاة التراويح ، إضافة إلى تحديد وإعداد ممرات المصلين بالحواجز الحديدية . وسيجري أيضا تحديد ممر خاص بسيارة الإسعاف لتسهيل عملية التنقل ، وذلك لما يقع في بعض الأحيان من حالات إغماء، وأزمات مرضية تستدعي التدخل الفوري لرجال الوقاية المدنية والوحدة الطبية المتواجدة بعين المكان، لتقديم الإسعافات الأولية للمصلين، أو نقلهم إلى المستشفيات، كما سيتم تركيب حاجز للفصل بين الرجال والنساء خاصة وأن المقصورات الخاصة بهن لا تستوعب العدد الهائل والذي يفوق في بعض الأحيان 30 ألف مصلية. وفي السياق ذاته ستعمل المؤسسة على مراقبة تشغيل ، مكبرات الصوت سواء منها الموضوعة في الساحة أو تلك المركبة في الأقواس ، والأضواء الكاشفة ، والسهر على عملية النظافة، مع وضع ثلاجات بلاستيكية للماء الشروب. أما على مستوى قاعات الوضوء ، ورغبة منها في تفادي الازدحام وتمكين المصلين من الوضوء في ظروف جيدة، ستعمل إدارة المؤسسة خلال هذا الشهر الفضيل على فتح كل أبواب قاعات الوضوء رجال ونساء ، والتي تستوعب ما يزيد على 1400 شخص يتوضؤون في أن واحد. كما سيتم تشغيل النافورات عند الضرورة لتخفيف الضغط على القاعات الأخرى وخاصة ليلة القدر وختم القرآن الكريم ، مع مراقبة وجود الماء الساخن الخاص بالوضوء ، وتشغيل الإنارة بكل أروقة قاعات الوضوء. وفي معرض تطرقه للجانب المتعلق بالزيارات المؤدى عنها للمسجد والمتحف، أوضح السيد البركاوي، أنها ستشهد تغييرا يتلاءم وخصوصية هذا الشهر الفضيل. وتجدر الاشارة إلى أن مسجد الحسن الثاني الذي يطل على ساحل مدينة الدارالبيضاء، هو أكبر مسجد في البلاد ، بالنظر لمساحته الكبيرة، وتنوع مرافقه ، ومئذنته التي يبلغ علوها 210 متر(689 قدم) ويضم المسجد ، الذي شرع في بنائه سنة 1987 م ، تم اكتمل بناؤه ليلة المولد النبوي يوم 11 ربيع الأول 1414 ه /30 أغسطس 1993، قاعة للصلاة، وقاعة الوضوء، ومرافق للنظافة ، ومدرسة قرآنية، ومكتبة ومتحفا. وتم تلبيس المسجد ب" الزليج" أو فسيفساء الخزف الملون على الأعمدة والجدران وأضلاع المئذنة ، مع زخرفته بخشب الأرز، والجبص المنقوش الملون .