أقيم اليوم السبت بمدينة المضيق، حفل تأبيني إحياء للذكرى الخامسة لوفاة عماد ابن زياتن، الذي قضى في حادث إرهابي في تولوز (فرنسا) سنة 2012. وتميز هذا الحفل، الذي نظمته جمعية عماد للشباب والسلام، التي ترأسها لطيفة ابن زياتن، أم الفقيد، بإلقاء الرسالة الملكية السامية التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس بالمناسبة، والتي تلاها مستشار صاحب الجلالة، عمر عزيمان. ودعا صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله ، جميع الضمائر الحية، وكل القوى المحبة للسلام والحياة والتسامح، للتصدي لانتشار أفكار التطرف والظلامية، مشددا جلالته على رفض المزايدة على الإسلام. وأضاف جلالة الملك في هذه الرسالة "نتطلع لأن تقوم فعاليات المجتمع المدني، بدورها في توعية وتأطير الشباب، وتنويرهم بشأن مخاطر التطرف والانغلاق". و أشاد جلالة الملك بشكل خاص بالمبادرات التي تقوم بها لطيفة بن زياتن، والدة الفقيد عماد بن زياتن ، من خلال الجمعية التي أسستها، لنشر ثقافة السلم والتسامح والعيش المشترك. و عبر صاحب الجلالة أيضا عن تقديره لرد فعل الرصين والحكيم لأم الفقيد، عقب هذا المصاب الأليم. "فبدل أن تستسلم لمشاعر اليأس، وتخضع لنزوعات الغضب والكراهية، فقد برهنت لطيفة بن زياتن أنها مثال حي للصبر والتسامح". ولا يفوتنا في الختام، تقول الرسالة الملكية، "أن نعبر للطيفة بن زياتن ولجمعيتها، ومن خلالها لكافة الهيآت الجمعوية المعنية، بالمغرب وبالخارج، عن تقديرنا للجهود الخيرة، والمبادرات البناءة، التي تقوم بها لتوعية الشباب، وتربيتهم على قيم التسامح والانفتاح وقبول الآخر". من جهتها، تقدمت لطيفة ابن زياتن، في كلمة بالمناسبة، بشكرها الخالص لصاحب الجلالة الملك محمد السادس للدعم الكامل الذي قدمه جلالته لتخليد هذه الذكرى، معربة عن امتنانها العميق للمساندة التي لقيتها من طرف جلالته وذلك منذ اغتيال الفقيد. وأوضحت رئيسة جمعية عماد بن زياتن للشباب والسلم أنها عملت على تأسيس هذه الجمعية لفائدة الأطفال والمراهقين والشباب، من مختلف الأوساط الاجتماعية، والسجناء من أجل وقايتهم من الانحرافات الطائفية والمتطرفة، خاصة في بعض الأحياء التي تتفشى فيها مظاهر التطرف والجريمة . و أضافت لطيفة ابن زياتن، أنها تقوم بجولات في مختلف أنحاء فرنسا وبلدان أخرى، لعقد لقاءات مع الشباب من أجل تحسيسهم بمبادئ التسامح وثقافة السلام، خاصة مواجهة من يبررون الأعمال الإرهابية، والمساهمة في النهوض بالعيش المشترك، وتسليط الضوء على قيم السلم والتسامح التي ينص عليها الإسلام. كما تميز الحفل أيضا بالرسالة التي وجهها رئيس الجمهورية الفرنسية، فرانسوا هولاند، والتي تلاها نيابة عنه سفير فرنسا بالمغرب، جون فرانسوا جيرو. وأكد رئيس الجمهورية الفرنسية في هذه الرسالة، أن الفقيد "كان واحدا من الشباب الفرنسي المغربي الذين كان محظوظا لتقاسمهم ثقافتين على ضفتي البحر الأبيض المتوسط". وأشاد فرانسوا هولاند بالجهود التي تقوم بها جمعية عماد للشباب والسلام، برئاسة والدة الفقيد، من أجل تعزيز مبادئ التسامح وحوار الأديان و"الاستماع إلى الشباب، والعمل من أجل مكافحة الكراهية" ، مبرزا الجهود التي تبذلها الجمعية في إطار القيم التي يدافع عنها كل من المغرب وفرنسا، للنهوض بقيم السلام والتسامح، وفي مجال التصدي للتطرف. وسينظم يوم غذ الأحد لقاء مع تلامذة ثانوية المضيق من أجل تعزيز الوعي بقيم التسامح وقبول الاختلاف. وسيتميز هذا النشاط بتقديم شهادات للطيفة ابن زياتن، بالإضافة إلى تنظيم ورشة للرسم على حيطان ثانوية المنصور الذهبي تتمحور حول قيمة العيش المشترك. و سيتم أيضا عرض فيلم "فاطمة، امرأة في الجمهورية" يليه تنظيم مائدة مستديرة لمناقشة المواضيع التي يتطرق لها الفيلم. حضر الحفل التأبيني وزير الداخلية محمد حصاد، والوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، عبد اللطيف لوديي، والوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، أنيس بيرو. كما حضره والي جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، محمد اليعقوبي، وعامل عمالة المضيق-الفنيدق، حسن بويا، وسفير فرنسا بالمغرب، جون فرانسوا جيرو، إلى جانب لطيفة ابن زياتن والدة الفقيد، وعدد من أفراد عائلته، وشخصيات ومنتخبين وفعاليات جمعوية.