أصبح تضاعف معدلات الكوارث الطبيعية وتزايد تعقدها، وما تشكله من تهديد على أمن وسلامة الإنسان عبر العالم، يفرض ضرورة التفكير بشكل جماعي في تدبير فعال وناجع لهذه الكوارث، وذلك عبر تبني مقاربة تشاركية تضم جميع الفاعلين للتعامل مع هذه الكوارث بجميع أشكالها. ولهذه الغاية ، اختارت المنظمة الدولية للحماية المدنية والدفاع المدني أن تخلد اليوم العالمي للوقاية المدنية هذه السنة ، تحت شعار "يدا بيد مع الحماية المدنية ضد الكوارث" ، بهدف التحسيس بأهمية التعاون المشترك بين أجهزة الوقاية المدنية وباقي الأجهزة الوطنية الأخرى لمواجهة الكوارث الطبيعية والأخطار الصناعية المحدقة بالإنسان والتي يمكن أن تنشب في أي وقت . وعلى الرغم من تعقد المهام التي يقوم بها الفاعلون في مجال الوقاية ، فإن انخراط جميع الفاعلين من مؤسسات حكومية ومنتخبين ووسائل إعلام ومنظمات غير حكومية، أصبح أمرا ضروريا يفرضه تزايد تدهور البيئة والتغيرات المناخية والأخطار الناجمة عن الأخطاء التكنولوجية ، من أجل تدبير عقلاني وناجع للكوارث . وفي هذا السياق ، أكد الأمين العام للمنظمة الدولية للحماية المدنية والدفاع المدني فلاديمير كوفشنوف، في رسالته إلى المجتمع الدولي بمناسبة اليوم العالمي للوقاية المدنية 2017 ، أن الخسائر البشرية والمادية التي تنجم جراء الكوارث الطبيعية والصناعية وعدم استثنائها لأي بقعة جغرافية يحتم علي الجميع الجاهزية الكاملة وامتلاك خطط استراتيجية متكاملة للتعامل مع الكوارث التي يكون لها أثر مدمر على المساكن والمحاصيل وقطاعات الصحة والمرافق الحيوية الأخرى، مما يؤدي إلى تضاعف هذه الخسائر وارتفاع نسب الأيتام والمتشردين والمهجرين . وقال إن "العالم يشهد في كل سنة العديد من الكوارث الطبيعية والمقترفة من قبل البشر، التي ترخي بظلالها على حياة أكثر من 200 مليون إنسان "، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي خلفت فيه الكوارث الطبيعية سنة 2015 أضرارا اقتصادية بقيمة 66,5 مليار دولار أمريكي، فإن هذا الرقم ارتفع عند متم سنة 2016 ليصل إلى 175 مليار دولار. وناشد الأمين العام ، جميع الدول الأعضاء توطيد وتعميق التعاون والتكاثف فيما بينها لتأمين ظروف أفضل لحياة وبيئة وممتلكات المواطن المقدسة، مشددا على أن التعاون المختص بمنع الحوادث والوقاية من الكوارث يكون له صدى إيجابي في أروقة صناع القرار، مما يجعل تقريب العلاقات الثنائية بين الدول أكثر سلاسة وانسيابية . وأضاف أن التعامل مع الكوارث الطبيعية والأخطار الصناعية هو مسألة تقع على كاهل رجال الحماية المدنية والدفاع المدني ، غير أنها تحتاج من أجل أن تكتمل إلى انخراط السلطات المحلية والوطنية والقطاع الخاص والإعلام والمؤسسات التعليمية في هذه العملية من أجل تدبير ناجع لهذه الكوارث . وعلى الصعيد الوطني، أكدت المديرية العامة للوقاية المدنية أن اليوم العالمي للوقاية المدنية الذي يصادف تخليده فاتح مارس من كل سنة ، يشكل مناسبة لتحسيس المواطنين بإجراءات الحماية الذاتية في مواجهة الكوارث وانخراط جميع الفاعلين في هذا المسلسل من أجل تدبير فعال وناجع. كما يعد هذا اليوم ، فرصة لإبراز حجم الأعمال والتضحيات التي تقوم بها عناصر الوقاية المدنية لحماية الساكنة والممتلكات وتجنب مخاطر الكوارث بكل أنواعها. وأبرزت أنه سيتم بهذه المناسبة تنظيم أيام مفتوحة على مستوى مختلف وحدات الوقاية المدنية بالمملكة، حيث ستتم برمجة عمليات إرشاد ومحاكاة للتدخل، إضافة إلى ورشات سيتم من خلالها تقديم اللوجستيك الضروري للتدخل في حالة الاستعجال، إضافة إلى عمليات إنقاذ وإطفاء ودورات تحسيسية بالمخاطر لفائدة الشباب.