يعتبر برنامج إعادة تهيئة وتثمين المدينة العتيقة لطنجة 2020-2024 من بين المشاريع التي تحظى باهتمام خاص من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بُغية الحفاظ على موروثها الثقافي وجعلها وجهة رائدة في المجال السياحي والثقافي. البرنامج يهدف إلى تأهيل المدينة العتيقة، تحسين ظروف عيش الساكنة، الحفاظ على الموروث الثقافي المادي واللامادي، إنعاش غناها الثقافي والرفع من جاذبيتها السياحية. يقع برج دار البارود خارج أسوار المدينة في الزاوية الشمالية الشرقية للمدينة العتيقة لطنجة، وكان يعتبر تحصينا عسكريا مهما يتوفر على مجموعة من المدافع ذات أحجام مختلفة يرجع تاريخها إلى القرن الخامس عشر. إعلان هذا الفضاء الذي كان، للأسف، مهملا وفي حالة مزرية تم ترميمه وتأهيله من طرف شركة إعادة تهيئة المنطقة المينائية لطنجةالمدينة سنة 2015 في إطار برنامج إعادة تهيئة المنطقة المينائية لطنجةالمدينة. حاليا، تمت تهيئة هذا البرج وإعادة توظيفه ليصير مركز التعريف بالتحصينات التاريخية بطنجة بغلاف مالي ناهز عشرة ملايين درهم. هذا المركز المخصص لعرض يهم تاريخ التحصينات ومدفعية المدينة وذلك عبر إحداث .مجسمات وصور فوتوغرافية وكذا مجموعة من الأسلحة والأزياء العسكرية. الفضاء يتوفر كذلك على مجسم مصغر للأبراج السبع المهمة التي تتوفر عليها المدينة وذلك قصد السفر بالزوار عبر حِقبات زمنية مختلفة عاشتها المدينة وسيصبح أيضا ملتقا لتنوير ساكنة .طنجة وروادها حول تراثها التاريخي. هذا المشروع رأى النور بفضل الاهتمام والدعم الفعلي للسيد والي جهة طنجةتطوانالحسيمة وكذلك بفضل تزويد البرج من طرف إدارة التاريخ العسكري بمجموعة من المخطوطات .و التحف التي .تعود إلى القرن الثامن عشر والتي مكنت من إغناء هذه المعلمة التاريخية. وفي هذا الصدد، وجب التنويه بالانخراط التام لجميع المتدخلين ونخص بالذكر (علماء الآثار، المهندسين المعماريين، مكاتب الدراسات، مكاتب المراقبة، المختبرات، المقاولات، السينوغرافيين، اللجنة العلمية، أطر الولاية، وكالة إنعاش وتنمية الشمال، ممثلي المجتمع المدني وأطر شركة إعادة تهيئة المنطقة المينائية لطنجة) الذين ساهموا بمجهوداتهم في إنجاح هذا المشروع.