– عصام الأحمدي: يبدو أن أتباع تيار "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" بمنطقة بني مكادة، ماضون في مسعاهم لتطبيق ما يرونه "حدود الشرع الإسلامي" بطريقتهم الخاصة، من خلال جلد السكارى وتأديب "المتبرجات" ومناهضة كافة الظواهر المصنفة عندهم في خانة " الإنحلال والفجور الأخلاقي". وتتحدث مصادر عديدة من المنطقة، عن تزايد نشاط عناصر يشتبه في علاقتها بتيار "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، الذي تم تداوله إعلاميا على نطاق واسع في الآونة الأخيرة، حيث لا يتوانى بعض هؤلاء المنتمين المفترضين للتيار عن الانتقاد العلني لطريقة اللباس لدى بعض المارة سواء من الرجال والنساء والفتيات. ويؤكد بعض السكان في حي ارض الدولة، أحد أكبر معاقل هذا التيار المفترض ، الذي يضم في صفوفه معتنقين للفكر السلفي، معاينة تجمعات شبه يومية لأتباع هذا التيار الذي تم تقديمه من خلال تقارير إعلامية على أنه "جماعة" أخذت على عاتقها مأمورية "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، انطلاقا من منطقة بني مكادة. وتكشف مصادر مقربة من بعض الأتباع المفترضين لهذا التيار، أن إستراتيجية تحقيق أهدافهم، تتلخص في التربص ببعض المتلبسين بممارسات تصنف بانها "لا أخلاقية"، ليتم إقامة "الحد" عليهم في نفس المكان الذي تم ضبطهم فيه. وعاين مجموعة من سكان أحد أحياء بني مكادة، مؤخرا واقعة مثيرة، عندما حاصر ثلاثة ملثمين مدججين بالأسلحة البيضاء، بائع سجائر معروف في الحي، وقاموا بإشباعه ضربا وإتلاف بضاعته، وسط تكبيرات وتهليلات من طرفهم، وذلك بدعوى ممارسته لتجارة محرمة وإطلاقه العنان لصوت الموسيقى في الشارع العام. ويتخوف العديد من سكان منطقة بني مكادة، أن يشكل تنامي نشاط هؤلاء العناصر، الذين فوضوا لأنفسهم إقامة "الحدود الشرعية" حسب زعمهم، وذلك في الوقت الذي لا تؤتي فيه التدخلات الأمنية المسجلة تلك الفعالية المنشودة، المتمثلة في تحقيق الأمن للمواطنين في منطقة بني مكادة، التي تعتبر العديد من أحيائها بمثابة بؤر سوداء. وكان اسم "جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، قد أثير أول مرة، ارتباطا مع قيام عناصر من التيار السلفي، بتعذيب شاب جلدا تحت يافطة إقامة "حد شارب الخمر". وتمكنت المصالح الأمنية من توقيف ثلاثة من المتورطين في هذه الواقعة، قبل أن يتم أيضا إلقاء القبض على ستة عناصر أخرى على علاقة مفترضة بهذا "التنظيم".