- متابعة : لم تمضي سوى أيام معدودة على واقعة "حد شرب الخمر" التي راح ضحيتها شاب بأحد أحياء بني مكادة، من طرف عناصر محسوبين على جماعة مفترضة تطلق على نفسها "جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، حتى اهتزت المنطقة مجددا على حادثة اعتداء أخرى تعرض لها شخص آخر بنفس المنطقة. ووفق شهود عاينوا الحادث، فإن ثلاثة ملثمين مدججين بأسلحة بيضاء، حاصروا بائع سجائر معروف بأحد الأحياء، وانهالوا عليه بالضرب والركل، وسط تكبيرات وتهليلات، قبل أن يتمكن الضحية من الفرار والنجاة بجلده. وحسب نفس المصدر، فإن الملثمين الثلاثة، الذين كانوا يرتدون لباسا أفغاني، قد قاموا أيضا بإتلاف البضاعة التي كان يعرضها بائع السجائر، كما قاموا بتحطيم مشغل موسيقى كان يطلق ّأصواته بشكل عالي في الشارع العام. ذات المصادر رجحت أن يكون هؤلاء الملثمون، أعضاء فيما يمسى ب"جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، وأن تدخلهم ضد بائع السجائر هذا جاء من منطلق تأديبه على امتهانه بيع السجائر وإطلاقه العنان للموسيقى في الشارع العام. وهذه هي الحادثة الثانية من نوعها في أقل من شهر يتم تسجيلها في منطقة بني مكادة، حيث سجل أحد أحياء المنطقة أواخر الشهر الماضي، قيام منتمين للتيار السلفي بإقامة "حد شرب الخمر"، على شاب تم ضبطه في حالة سكر، وتم إنزال "عقوبة" الجلد في حقه. ولم يقتصر تنفيذ "الحدود" على هذا الشاب فقط، حيث اشتكى العديد من المواطنين من مضايقات يتعرضون لها بين الفينة والأخرى من طرف أشخاص فوضوا لانفسهم إقامة هذا الشق من الشريعة الإسلامية، خاصة النساء والفتيات اللواتي أصبحن يخشين المرور من هذه المنطقة.