: ياسين البوقمجي، هو فنان مغربي ، اختار فن التصوير لتتويج مساره الإبداعي الذي بدأه منذ نعومة أظفاره، ليصبح أحد أبرز الفاعلين الفنيين في هذا المجال من خلال توثيقه للعديد من المحطات الفنية والثقافية داخل المغرب وخارجه. في هذا الحوار الذي ادلى به الفنان المغربي لصحيفة "طنجة 24" الإلكترونية، يكشف ياسين استعداده لتنظيم معرض صور "ينفض الغبار عن التوامة التي تم توقيعها بين مدينة شفشاون وبين مدينة توتستورالتونسية سنة 1983"، وهي التوأمة التي لم يتم تفعيلها كما يجب بالرغم من النقاط المشتركة بين المدينتين المغربية والتونسية. كما يحكي ياسين، علاقته بالفنان الكوميدي المصري سعيد صلاح، الذي تألق في ملحمة "مدرسة المشاغبين" الكوميدية في مشاركته مع عادل إمام، معبرا عن حزنه الشديد لنبا وفاته بعد فترة قصيرة من تكريمه له بدار الأوبرا المصرية له. كيف اكتشف "ياسين البوقمحي" قدرته على مصاحبة الكاميرا، وولوج عوالم الصورة؟ ظهر هذا الوله بالصورة بعد مسار خضت من خلاله تجارب في أشكال إبداعية شتى، مارست المسرح والموسيقى و حتى الرسم في في بداية طفولتي ، كل هذه الممارسة الإبداعية ساهمت الى جانب اهتمامي الشديد جدا بالسينما الى تشكيل وعي بالصورة جعلني أثق في قدرتي على الخروج من جلباب المتلقي الى ممارس وفاعل في هذا الشكل الفني، ومما عزز علاقتي بالصورة أيضا في بداية ممارستي للتصوير ثقة أصدقائي في قدرتي على توثيق أهم اللحظات، وإحساسهم بفرادة ما أقدمه من خلال آلة التصوير. إلى أي حد ساهمت مدينة شفشاون في تشكيل شخصية المبدع فيكم باعتبارها مدينة الإبداع بامتياز ؟ شفشاون مدينة تنسج علاقات حميمية مع ساكنيها قبل زوارها، فتجعل المهتم بالفنون ينظر إلى المكان نظرة مختلفة عن العموم، لا أخفيكم علما أن أول معرض فردي عنونته ب" مدى أزرق" وثق لشفشاون فكان جواز تواصل مع المتلقي بشكل مباشر حيث عرضته في مدن عديدة أذكر على سبيل المثال معرضا بقادش الإسپانية الذي عرف تجاوبا استثنائيا و اهتماما كان له الأثر العميق في زيادة إيماني بقدرتي على العطاء في هذا الجنس الفني .و أذكر أستاذة للفن التشكيلي بمعهد " كولوميلا" بقادش ومديرة صالة للمعارض التي أقدمت على تكليف طلابها بالاشتغال على مجموعة من الأعمال التي كنت مشاركا بها. نلاحظ ذيوع المهتمين بالصورة الفوتوغرافية، كيف نفرق بين المصور المحترف والمصور الهاوي؟ الاحترافية في الصورة قد ننظر إليها من زاويتين اثنتين، زاوية امتهانها عملا بجعلها الوسيلة الأساسية للدخل، أو من زاوية المهارة والقدرة على اقتناص لحظات بعين متفردة عن الآخر، إلا أنني أرى المصور المحترف هو القادر على المزج بين بعد الرؤية ورسالة الصورة حيث يشكل هذان الخطان بشكل متوازٍ حِرَفية العمل الذي يقوم بها الفنان الفوتوغرافي. قرأنا في بعض المنابر اشتغالكم على معرض مشترك بين شفشاون ومدينة تونسية أخرى، هلّا حدثتنا عن هذه التجربة وقعت توأمة بين مدينتي شفشاونوتستورالتونسية سنة 1983 إلا أن هذه التوأمة لم تفعّل كما يجب أن يكون،وأحاول أن أنفض الغبار عن هذه التوأمة بإعدادي لمعرض تحت عنوان شفشاون/تستور .. حكايا الأندلسيين يرويها المكان ..يجمع المدينتين كونهما يشتركان في المعمار الأندلسي، ويرتبطان ارتباطا تاريخيا وجماليا ، إنني في مراحل الإعداد الأخيرة و في الأيام القليلة المقبلة سأعاود السفر إلى تونس لإكمال ما تبقى من العمل لإخراج المشروع للوجود. كيف تلقيت وفاة سعيد صالح كونك آخر من أهداه عملا فنيا في لقاء رسمي بالقاهرة مؤخرا؟ تلقيت النبأ بكبير التأثر والحزن، إذ أقدم من خلال منبركم العزاء لأسرته وللشعب العربي في فقدان رمز من رموزه الفنية ، كما لا أخفي الفخر الذي أشعره كوني آخر من كرّم هذا الفنان العملاق على مسرح الهناجر بدار الأوبرا المصرية في مشاركتي بالمعرض المعنون ب " جذبة الخطوط" و الذي أقيم في إطار فعاليات مهرجان "كام" الدولي للأفلام القصيرة بالقاهرة في دورته الثالثة أكتوبر الماضي بمشاركة أزيد من 25 بلدا من شتى أنحاء العالم. قدمت له رحمه الله الى جانب الفنانين محمود ياسين و أحمد عبد الوارث و المخرج علاء نصر، واحدة من اللوحات التي كنت مشاركا بها تقديرا لعطاءاتهم و تعبيرا عن حبي العميق لهم و حب كل المغاربة.. ولن أنسى رنين كلماته إذ قال بلهجته المصريةمتشكر أوي، ده شيئ مش غريب عليكم..شعب المغرب الطيب ما هي الكلمة الأخيرة التي تود أن توجهها لعشاق الصورة بمدينة طنجة، ولقراء جريدة طنجة 24 ؟ أتمنى أن أبقى على تواصل معكم وخصوصا أني أحرص على التواصل مع المتلقي الطنجي كونه متذوقا رفيعا للفنون، وأخبركم أني من المتابعين بشكل متواصل لجريدتكم، محبتي لكم..