من أصيلة: شدد متدخلون خلال الندوة الافتتاحية لأشغال الجامعة الصيفية المعتمد بن عباد، المقامة دورتها ال 29 في إطار المنتدى الثقافي الدولي بأصيلة، على ضرورة تكاثف الجهود وتضافرها بين جميع الدول، في ظل الأخطار المتعددة التي تتربص بدول العالم. وأجمع المشاركون خلال ندوة "الدولة الوطنية والتكتلات الاقليمية في الجنوب" التي اختتمت مساء السبت، على ان إحداث تكتلات إقليمية من شانه تجنيب الدول لمختلف هذه المخاط، داعين إلى إنشاء فضاء إقليمي في العالم العربي وإفريقيا. وفي هذا السياق، أكد ملك البحرين، الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، أن "اقتناع الدول بات قويا بأن أكثر الأخطار السياسية والاقتصادية ، وكذلك البيئية والأمنية، أحد أسبابها الرئيسية يكمن في تشتت الدول وبعثرة جهودها وانكفاء سياساتها على نفسها". وأعرب العاهل البحريني في كلمة ألقاها بالنيابة عنه نائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة ، في هذا الخطاب الذي ألقاه بالنيابة عنه نائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، عن يقينه بأنه لا يصح استنساخ التجارب بحذافيرها، بل المراهنة على الجوهري فيها، وتطويرها والارتقاء بها لتصبح ملائمة لتطلعات الشعوب في التقدم والازدهار. من جانبه، أبرز وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي، صلاح الدين مزوار، إنه "لا يمكن أن نتصور اتحادات إقليمية فاعلة، تضم كيانات وهمية لا شرعية ولا وجود فعلي لها، ولا تتوافر فيها العناصر القانونية، ولا المتطلبات السياسية للدولة الوطنية".مضيفا أن "هذا النوع من الاتحادات، لا يمكنه تحقيق النجاح المطلوب". وتساءل الوزير، في هذه الكلمة التي تلاها بالنيابة عنه الكاتب العام للوزارة ناصر بوريطة، "كيف يمكن لهذه التجمعات الإقليمية أن تحافظ على مصداقيتها، و هي تضم في عضويتها جماعات انفصالية مرتبطة بالإرهاب، وبعالم الجريمة المنظمة ؟ وكيف لهذه التجمعات أن تتخذ قرارات مسؤولة وجدية، في ظل وجود كيانات وهمية، لا ترتبط بمفهوم المسؤولية الدولية ؟ وكيف يمكن لهذه المنظمات أن تخلق شراكات بناءة مع دول واتحادات أخرى، وهي تضم كيانات لا تعترف بها العديد من الدول المكونة لها، ولا توجد أي صيغة قانونية أو سياسية للتعامل معها ؟". ومن المنتظر أن ينكب المشاركون في فعاليات الجامعة الصيفية المعتمد بن عباد، على مناقشة سلسلة من القضايا الراهنة، حيث سيتم تنظيم ندوة حول دور المنظمات المتعددة الأطراف فيما يتعلق بالتنمية المستدامة والتغيرات المناخية (من 12 إلى 14 غشت)، و"الفن التشكيلي العربي المعاصر: الرهانات والتحديات"(17و18 غشت)، وكذا موضوع "العرب غدا: التوقعات والمآل" (من 20 على 22 غشت).