محمود معروف * : اكدت جماعة العدل والاحسان، شبه المحظورة، انها بخير وقوية «كما عهدها الناس، متماسكة صلبة وغير مترددة، ثابتة على مواقفها الجريئة التي عرفت بها» ، بالرغم مما تعرضت له من «كل أنوع التضييق والملاحقات والمتابعات وحملات التشويه وتشميع البيوت وتسريح الخطباء والعرقلة في المطارات… وكل الأساليب المخزنية» الا انهم شددوا على أنه «لا مناص لنا من الحوار للخروج مما نعيش فيه، حوار جاد ومع الجميع». واكد قياديون في الجماعة في لقاء مع عدد محدود من الصحافيين بينهم مراسل «القدس العربي» على أن الجماعة، رغم كل تلك التضييقات، «ثابتة وتزداد قوة وانتشارا وحيوية» ولا صحة لما يروجه البعض من أنها تعرف انكماشا وتراجعا، وهو ما ينفيه حضورها الكبير والوازن والقوي والدائم في جل المظاهرات التي يشهدها الشارع المغربي سواء تلك التي تدافع عن مطالبه أو التي تناصر قضايا الأمة. وقال فتح الله رسلان الناطق الرسمي باسم الجماعة ان سبب الهجمة المخزنية (الدولة) على الجماعة لأنها «منافس قوي، لها تصور ورؤية ومشروع وعمل في الميدان» ، والمخزن «لا يقبل هذا النوع من الكيانات» . وقال الدكتور عبد الواحد متوكل رئيس الدائرة السياسية للجماعة أن مكمن قوة جماعته في مشروعها المجتمعي الذي تحمله وتصورها ومؤسساتها الشورية، سواء في مرحلة الجماعة في حياة المرشد (الشيخ عبد السلام ياسين) أو بعد وفاته رغم بعض التوقعات التي كانت تذهب إلى أن الجماعة ستغير جلدها بعد رحيل مؤسسها.واكد قياديو اقوى الجماعات ذات المرجعية الاسلامية بالمغرب انه لا خيار بالمغرب الا الحوار لانه يخدم مستقبل البلاد وينقذها من «الاستقرار» الخادع الذي يروج له الاستبداد. وقالوا ان المرحلة الماضية التي عرف فيها المغرب اصلاحات سياسية ودستورية كشفت زيف هذه الاصلاحات اذ تأزم الوضع سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، محذرين من انفجار يمكن حدوثه بأي وقت وان الحوار هو السبيل الوحيد لانقاذ البلد من هذا الانفجار. وقال فتح الله ارسلان «الناس تحاوروا في ليبا وتحاوروا في مصر وتحاوروا في تونس، ما الذي يمنع أن نتحاور في المغرب؟» وقال «لا يجب ان يتم الحوار تحت الضغط. المشكلة ان هناك من يخاف التحاور معنا.» وأكد أن الأوضاع في المغرب، كارثية، ولا ينبغي أن يتعطل الحوار، حتى لا يفوت أوانه. وأكد عبد الواحد المتوكل، رئيس الدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، أن الجماعة ليست هي من ترفض تأسيس حزب سياسي وقال « لسنا نحن من لا يريد تأسيس حزب، بل الدولة هي من ترفضنا». واضاف «من يضمن لي الترخيص بحزب للجماعة دون شروط غير معلنة أنا مستعد للذهاب معه من الآن» ونأت الجماعة نفسها عن كل اعمال العنف والارتباط بالخارج واكد قياديوها على انهم ما زالوا متمسكين بشعاراتهم «لا سرية .. لا عنف .. لا ارتباط بالخارج»، وسخروا من اعلان دولة الخلافة بالعراق ووصفوه ب»العبث» وقال ارسلان «خلافة داعش، هي خلافة الفكر الحصرمي لا دينيا ولا عقديا ولا سياسيا بجميع المعايير.. هذا العبث بعينه، الإسلام دين رحمة، وليس دين قتل الناس». واوضح ان جماعته تؤمن بدول اسلامية «يجب ان تتوحد وتناقش بينهم، انظروا لتجربة الاتحاد الاوربي، ناقشوا، وكانت هناك استفتاءات شعبية، وتنازلات، وليس داعش التي تفرض عبثها بالسيف، هذا ليس تصورنا ولا علاقة لنا به..» واضاف حول دولة داعش بالعراق «لا تنطلي علينا الحيلة،.. هل الغرب يتفرج.. هل هذا الشيء بريء.. يتركونهم يقطعون الرؤوس ويشوهون بالاسلام» وقال انه لا يمكن ان تكون هذه الفصائل تعمل لوحدها». وقدمت الجماعة لأول مرة تفسيرها لانسحابها من حركة 20 فبراير التي قادت الحراك الشبابي المغربي في سياق الربيع العربي بعد ان شكل ناشطوها القوة الاساسية بهذا الحراك المغربي. وقال أرسلان ان «الاستمرار في 20 فبراير كان يعني المواجهة،» حيث «كنا واعين أن الحركة لن تحقق كل شيء وقررنا دعمها لرفع مستوى المطالب وخطتنا كانت واضحة من الدخول إلى الخروج، وخرجنا بعد اقتناعنا أنها حققت كل ما بوسعها أن تحققه». وقال ان قرار الخروج من حركة 20 فبراير عندما «بدا أن الخروج في مسيراتها أصبح روتينيا» وان الخوف من التوحه نحو العنف والاصطدام « حيث درسنا التصعيد الذي كان سيعني الاعتصامات والعنف وسنتحمل 80 بالمائة من الحضور واللوجستيك والضحايا وما دام مبدأنا ضد العنف، توقفنا وكان الانسحاب» الا انه اكد المشاركة في أي حراك مشابه مستقبلا. وقال عبد الواحد المتوكل أن الجماعة «صبرت» على أشياء كثيرة مقابل مشاركتها في هذه الحركة، ومن ضمنها أنها «قبلت بان لا ترفع شعارات تعبر عنها»، وان من ضمن ما «استفز» الجماعة هو تصريحات البعض الذين لم يسمهم على قناة الحزيرة بأن جميع الشعارات المرفوعة خلال هذا الحراك كانت شعارات يسارية، قائلا ان «صبر» الجماعة هذا كان في إطار «التنازل والسعي لعدم تفويت فرصة تاريخية في التغيير، وهي نتيجة ينبغي أن يتحمل مسؤوليتها من فوت تلك الفرصة على المغاربة».