تعد جماعة فيفي التابعة لعمالة شفشاون من بين الجماعات الترابية التي تعرف ارتفاعا في نسبة الملفات المعروضة على المحاكم، تختلف من حيث الشكل والموضوع، لكن غالبها يتمحور حول النزاع على الأراضي البورية أو السقوية، سواء تعلق الأمر بالسطو على أراضي الجموع أو أراضي الغير بالقوة، أوعن طريق وسطاء لهم خبرة بهذا المجال،يتمحور جلها حول الترامي واستعمال النفوذ. "الوطا العديوي" بداية بلا نهاية ٳنها أراضي شاسعة توجد بالجماعة القروية فيفي، بجوار المستوصف،قبالة المقبرة تصارع عليها أجداد دوار الحرائق ودوار فيفي في زمن الماضي،لتستقر وضعيتها أواخر التسعينات، لكن في السنوات الأخيرة عادت إلى السطح من جديد، بعدما تم السيطرة عليها بالقوة والبناء فوقها بدون ترخيص من الجماعة، وازدادت شرارة التوتر بعد أن تم تشييد مجسد ومرافق أخرى فوق جزء منها وتسييج باقي الأراضي الأخرى بأسلاك حديدية، من أجل تبرير السيطرة عليها، ففي الأواني الأخيرة تفجر بركانها في قمم عالية وهضاب منخفضة وتربة خصبة، بعدما عمل أحد الأشخاص الذي يتوفر على حصانة عالية حسب مصادر جماعية من هناك، وفرها له أخوه الذي يشغل منصب عال في هياكل الدولة بحرث جزء منها وبناء جزء أخر دون ترخيص من الجماعة. يقول "عبد الواحد" أن الأرض أرضه بالأدلة والحجج إلا أن "حسن ب" يحاول انتزاعها منه بالقوة نتيجة توفره على أحد الأقارب له مكانة وازنة في الدولة، يقول "عبد الواحد" الذي يقطن حاليا بالفنيدق وهو فاعل جمعوي، أن الأرض كانت تنظم فيها دوريات لكرة القدم بين الدواوير المجاورة كل سنة، وترعى فيها البقر والمعز والأغنام، لتصبح محجوزة مسجونة محاطة بسياج من طرف "حسن" الذي أوهم ملاكي الأرض بانجاز مشاريع تنموية ستساعد أصحابها على تحقيق مستوى معيشي جيد،مستغلا توفر أخيه على حصانة من طرف هياكل الدولة، الذي سيحميه من أية شعلة نارية قد تصيبه خلال عملية النصب والبناء. الاعتقال الاحتياطي لاحظت عائلة عبد "الواحد ب" وجميع الورثة أن "حسن ب" ترامى على أراضيه بالقوة التي قدرت بالهكتارات وبشكل سريع مستمر ومتحديا لكل القوانين، من خلال الاستيلاء على مزيد من المساحات، وعلى ٳثر ذالك توجه نحو قيادة فيفي من أجل إخبار القائد بضرورة معاينة القطعة الأرضية التي هي محل نزاع بين عبد الواحد وحسن،ووفق البناء فوقها،بصفته السلطة المخولة لها التدخل العاجل في مثل هذه الحالات. غير أن عبد الواحد انتظر حسب قوله لوقت طويل في مقر القيادة حيث تأخر القائد في الالتحاق بمكتبه، وقيام حسن بضرب القانون عرض الحائط، جعل عبد الواحد يتجه مسرعا نحو مقر سكن القائد من أجل إنصافه في حقه، وحوالي الساعة 11 زوالا، طمأن القائد عبد الواحد، وأكد له أنه سيلتحق به فورا بمكتبه وبعد اﻹستماع إلى شكايته،سيضع حدا للرجل الذي تجاوز حدوده. لم تمر إلا دقائق حتى التحق القائد بمكتبه، لكنه وصل وعيناه محمرتان بعدما هاتفه أحد رجال القوات المساعدة، وقال له بأن هناك رجل يعلو صوته بالقيادة وصفا إياه بأنه لم يقوم بواجبه. محنة التوقيف "زيد ادخل"بهذه العبارة استقبل القائد المشتكي،غير أن عبد الواحد الذي ذكر في رسالة موجهة إلى وزارة الداخلية،أنه تعرض إلى الاعتداء،مع تلفظ القائد أسمعه بكلمات نابية وساقطة"مال موك زيد أولد ...ولله ينعل موك،وبعدها رمى عليه بالكرسي الخاص بمكتبه،الذي نجا بأعجوبة من الضربة القاضية ليوجه له لكمات من الوزن الثقيل على شتى أنحاء من جسمه،وبعد ذالك قام باحتجازه لمدة أربع ساعات،ليقرر في نهاية الأمر تسليمه إلى رجال الدرك الملكي،بعد تلصيق تهمة ٳهانة موظف أثناء أداء مهمته. السراح الرهيب قامت سرية الدرك الملكي بأخذ عبد الواحد عبر سيارتهم والتوجه به نحو مخفر الدرك الذي يوجد مقره بجماعة أغدير كروش باقيلم شفشاون للتحقيق معه حول ما نسب إليه من تهم،حيث استمعت له بخصوص ٳهانته للقائد." "عبد الواحد" كانت علامات السخط بارزة في عينيه وهو يحكي قصة الاعتقال،موضحا أنه تعرض للتهديد بالسجن نتيجة استمراره الدفاع عن القطعة الأرضية المتواجدة بقيادة فيفي،والذي لم يصدر فيها أي حكم قضائي،رغم أنه يتوفر على كل الحجج والأدلة التي تثبث أن الأراضي الذي سيطر عليها حسن في ملكيته. وبعد ليلة سوداء داخل مخفر الدرك الملكي هناك،لم يصمت الهاتف من قوة المكالمات التي تقاطرت عليه من أسرته،تعبر من خلالها عن تضامنها اللا مشروط ودون نهاية معه. ضخامة الملف الثقيل وتواطئ السلطات المحلية والهيئات المنتخبة،كلف عبد الواحد خمسة ألاف درهم ككفالة من أجل إطلاق سراحه،بعدما تم تلفيق تهمة له تتعلق بٳهانة القائد أثناء أداء مهمته، وطالب عبد الواحد من السلطات المختصة بإنصافه في حقه المشروع،ووجه رسالة إلى رئيس الحكومة ووزير العدل والحريات وديوان القصر للإسراع في فتح تحقيق شامل حول من ساهموا في اغتصاب ارض تركها له الأجداد والآباء،وتقديمهم إلى العدالة لقول كلمتها.