أجمع ثلة خبراء واختصاصيين بطنجة، على أن معالجة التوحد لدى الأطفال، يقتضي إجراء عملية تشخيص مبكر لهذا النوع من الإعاقة، حتى يجري التعامل معها على النحو المناسب، مؤكدين أن الأمر يقتضي طول نفس وصبر كبيرين. وشدد المتدخلون خلال ندوة تحسيسية نظمتها جمعية الأمل للأطفال التوحديين بطنجة، الجمعة، على ضرورة العمل على ضرورة حفظ حقوق هذه الشريحة من الأطفال وصون كرامتهم، طبقا لما تقتضيه الأعراف الدينية ومقتضيات الدستور المغربي لسنة 2011. وفي هذا الصدد، أبرزت الباحثة الجامعية والفاعلة في مجالات قضايا الأسرة والمرأة، الدكتورة وداد العيدوني، أن الشرع الإسلامي الحنيف يحث على إحاطة هؤلاء الأطفال بعناية خاصة، مع حفظ كرامته وحقه الكامل في المساواة والعدل مع أقرانه من الأطفال الأسوياء. وأكدت الدكتورة العيدوني، على أن الأطفال التوحديين يتمتعون كغيرهم من الأطفال بقدرات يمكن استثمارها وتنميتها مع مراعاة وضعية إعاقته التي تحول نمو ملكة الإدراك عنده وقدرته على التفاعل الاجتماعي بسبب جمود العواطف الذي يعاني منه. وفي نفس الإطار، ذهب الدكتور أحمد العبادي، مدير مركز للامريم للأطفال التوحديين بطنجة، إلى الدعوة إلى بذل مزيد من جهود التحسيس بهذا النوع من الإعاقة لدى الأطفال والتعريف بها داخل المجتمع، من أجل القطع نهائيا مع النظرة الدونية اتجاه هؤلاء الأطفال التوحديين. وحمل العبادي مسؤولية الدمج الإجتماعي للأطفال التوحديين، إلى كل من الأسرة التي يجب أن تتقبل هذا الطفل وتصبر على وضعيته، والمجتمع المطالب بالتحسيس والتوعية، فضلا عن تكريس ثقافة الإدماج حسب ما تقتضيه بنود الدستور. باقي التدخلات، من بينها مداخلة الأخصائية النفسية الفرنسية، ميلا داموس، فقد سارت على نفس المنوال، حيث انطلقت من تحليل مرض التوحد عند الأطفال ، باعتباره نوع من الإعاقة يجب تصحيحه وتقويمه، من خلال التحليل السلوكي والإدماج في المحيط بشكل عادي، مع ضرورة التعاون معه برفق لتسهيل عملية ولوجه المحيط الاجتماعي. ويأتي تنظيم هذه الندوة، في إطار الأنشطة التحسيسية لجمعية الأمل للأطفال التوحديين بطنجة، وكذا من أجل توثيق التعاون مع كافة المؤسسات في المجالات التي تخدم بناء المعارف وتطوير القدرات لدى مختلف فئات المجتمع.