تتجسد ، مرة أخرى ، العناية التي ما فتئ الملك محمد السادس، يوليها لتنمية وتطوير مدينة طنجة التي اضحت قطبا اقتصاديا جاذبا للاستثمارات، وذلك من خلال المشاريع الجديدة في مجال البنيات التحتية التي تم إطلاقها الجمعة ، والتي من شأنها أن تعزز هذا القطب وتقوي تنافسيته الاقتصادية. وهكذا، وبفضل المشاريع المهيكلة التي شهدتها المدينة في غضون السنوات الماضية، وخاصة إحداث العديد من المناطق الصناعية واستقطاب شركات عالمية من قبيل شركة "رونو" الرائدة في مجال صناعة السيارات، باتت مدينة البوغاز تحتل مواقع مهمة في المنطقة المتوسطية وعلى الصعيد القاري في مجال جذب الاستثمارات. ويتمثل أضخم هذه المشاريع في المركب المينائي طنجة المتوسط الذي يقع في ملتقى ثاني أكثر خط بحري من حيث العبور في العالم ، وبين أوروبا وآسيا وإفريقيا وأمريكا، حيث تعبر أزيد من مائة ألف باخرة سنويا، أي ما يمثل 20 بالمائة من النقل العالمي للحاويات. ويواكب هذا الاقلاع الاقتصادي لمدينة طنجة، إطلاق وتفعيل برامج مندمجة ومتوازنة تروم تمكين المدينة من بنيات تحتية حديثة وتستجيب للحاجيات والمتطلبات التي تؤهلها لان تتحول إلى قطب عالمي تنافسي حقيقي. واليوم يتجسد هذا التوجه بتخصيص غلاف مالي يقدر ب 727 مليون درهم، لإنجاز مشاريع في إطار برنامج طنجة الكبرى، الذي كان جلالة الملك قد أعطى انطلاقته في 26 شتنبر الماضي، والرامي إلى ضمان تنمية مندمجة ومتوازنة وشاملة لمدينة البوغاز وجعلها وجهة مفضلة بامتياز. وسيخصص هذا الغلاف المالي لإنجاز مشاريع اطلقها جلالة الملك اليوم الجمعة بالمدينة، تهم بالخصوص مشروع كورنيش المنارتين وإنجاز ممر سفلي على مستوى شارع الجيش الملكي- حي بنديبان- بني مكادة، ونفق تحت أرضي على مستوى ساحة الجامعة العربية، ومشروع الطريق الدائري مجمع البحرين ومشروع تهيئة شوارع المدينة، والمتعلق بإحداث طريق دائري بالمنطقة الصناعية مغوغة. وستنضاف هذه المشاريع إلى برامج أخرى يتم تنفيذها وتتعلق بتعزيز شبكة البنيات التحتية للطرق والموانئ والطيران، وتطوير النسيج الصناعي، وتحسين الجاذبية السياحية ،وتوطيد أرضيات التبادل التجاري، علاوة على التأهيل الحضري وتهيئة البنيات التحتية اللوجيستية رفيعة المستوى. كما شهدت المدينة، في سياق تحديث وتطوير بنياتها التحتية ، إنجاز شبكة مهمة من الطرق السيارة وتحديث الشبكة الطرقية الوطنية وإنجاز طريق المدار المتوسطي، إضافة إلى قطاع السكك الحديدية الذي يعرف دفعة قوية بفضل مشروع القطار فائق السرعة. وقد كان لتنفيذ هذه المشاريع وقع إيجابي مباشر تمثل في تنامي اهتمام المستثمرين بالجهة التي باتت تتوفر على إطار ملائم في ما يتعلق بظروف الاستقبال وإنجاز مشاريعهم، حيث اصبحت الجهة ، بفضل سياسة الأوراش المهيكلة الكبرى التي أطلقها جلالة الملك، ثاني قطب اقتصادي بالمملكة، كما أضحت مدينة طنجة واحدة من المدن المتوسطية الواعدة في مجال تحقيق التنمية المستدامة والرخاء والازدهار.