لم تنجح السلطات المحلية، الخميس، في منع الباعة الجائلين من افتراش الطريق العمومية بسوق بني مكادة، بالرغم من الإنزال الكبير الذي قامت به قواتها منذ ساعة مبكرة من صباح نفس اليوم، في محاولة منها لوضع حد لهذه الظاهرة التي باتت مستعصية على المسؤولين. وأبدا "الفراشة" تحديا كبيرا لتحذيرات رجال السلطة والمسؤولين الأمنيين، من خلال انتظامهم في وقفة احتجاجية حاشدة، رفعوا خلالها شعارات تندد بهذا التدخل الأمني، فيما ذهب آخرون إلى رفع شعارات في منتهى الراديكالية، كما قاموا أيضا بتنظيم صلاة العصر بمحيط ساحة بني مكادة. وقد كانت الاوضاع مرشحة لمزيد من التوتر، لا سيما أن بعض العناصر من بين المحتجين أبانوا عن استعدادهم للدخول في مواجهات مع القوات العمومية، وكانوا يلوحون بالحجارة والأسلحة البيضاء، إلا أن سحب السلطة لقواتها أعاد الأوضاع إلى طبيعتها، حيث قاموا بنصب خيامهم وعرباتهم مجددا على طول الشارع العمومي الرابط بين ساحة بني مكادة وبين ساحة تافيلالت. وكان رجال السلطة المحلية قد قاموا خلال الأيام السابقة بعدة جولات في سوق بني مكادة، وجهوا خلالها تحذيرات للباعة المتجولين بضرورة إخلاء الشارع العام بالنظر لما يشكله نشاطهم من تطاول على الملك العام وعرقلة لحركة السير والجولان، خاصة في الفترة المسائية. ويعتبر سوق بني مكادة أكثر أسواق مدينة طنجة التي تعرف حالة من الفوضى العارمة سواء في ما يتعلق بحرية الحركة وأيضا فيما يخص ممارسة الأنشطة التجارية، حيث تعرف هذه الأسواق حالة من "الاجتياح" الكبير من طرف الباعة المتجولين الذين يوصفون ب "البوعزيزيين".