بشراكة مع زاوية يوسف التليدي، نظمت جمعية نادي تطاون أسمير لفنون الزجل مساء يوم الأحد 29 دجنبر 2013 بالقاعة الكبرى لمجلس جهة طنجة – تطوان "الملتقى الجهوي الأول للزجل الصوفي بطنجة"،و ذلك تحت عنوان :"جمالية الابداع في القصيدة الزجلية الصوفية". الملتقى شكل حدثا زجليا بارزا في الأجندة الثقافية للمدينة و لمنظمي هذا النشاط الابداعي الذي نال استحسان جميع الضيوف الذين حضروا من مختلف المدن الشمالية للمشاركة .ونظرا لكون الزجل الصوفي هو الزجل الذي يستشرف الأفق الروحاني و يجعل من الكلام وسيلة للصعود في مدارج الرقي النفسي و بتميز لغته الشفافة و بنبل مقصده و إشاراته الموغلة في أشجان الروح حيث تسمو الكلمات ،فإن هذا اللقاء ركز على التعريف بهذا الجنس الأدبي و بمميزاته ومقوماته الروحية وتأثيراته على الجانب السلوكي للفرد في علاقته مع خالقه و نبييه و بعلاقته بنفسه و بغيره . وقد ابتدأ الملتقى بآيات بينات من الذكر الحكيم ألقاها القارئ محمد سعيد الأشهب على أرواح الشهداء السوريين.بعدها تولى تسيير الندوة الدكتور عبد العلي بنيعيش الذي تفنن في التنسيق بين كافة المتداخلين و الزجاليين المشاركين.في حين أعرب كل من عبد العظيم يوسف ( مشرف زاوية يوسف التليدي بشفشاون)و عبد الغفور الفتوح(كاتب عام نادي تطاون أسمير لفنون الزجل ) عن امتنانهما و سعادتهما بهذه الشراكة التي أنجبت هذا الاحتفاء الزجلي المتميز باعتبار ان الزجل بصفة عامة هو من مكونات الهوية المغربية و تراثها الفكري و الشعبي .وهذا ما أكده الدكتور عبد الواحد بنصببح (أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب و العلوم الإنسانية - جامعة عبد المالك السعدي بتطوان ) من خلال مداخلته القيمة و الموضوعية"تجليات الزجل في الادب الصوفي" حيث اعتبر أن " آداب التصوف يشتمل على عدة موضوعات :منها الحب الالهي و الوجدانيات الربانية مثل شعر رابعة العداوية و أبي القاسم ابن الفارض ،و منها أيضا المناجيات و الابتهالات التي توجه إلى الله سبحانه و تعالى،و الأوراد إذ كان لكل شيخ ورد يحفظه مورد ، يتلونه بعد قراءة الحزب في الزاوية ،و الصلوات على الرسول محمد صلى الله عليه و سلم مع الأدعية و هذه كان يختمون به مجالسهم كما هو الشأن في الصلاة المشيشية ،والمولديات التي يغلب عليها الطابع الصوفي و التي تتلى عادة في ذكرى المولد النبوي الشريف..." بعد هذه المداخلة العلمية ،تفضلت الطفلة "سكينة الغزاوي" بإلقاء قصيدة زجلية للزجال "الحاج محمد الدغوغي"، تلتها عدة قراءات زجلية لكل من : الأستاذة فاطمة الروداني (القصر الكبير)، عزيز ريان (زجال من شفشاون)، شيخ الزجاليين مالك بنونة(تطوان) ،محمد حصحاص(زجال من وجدة)،عبد المالك الأندلسي (مشاركة زجلية وغنائية بإيقاع صوفي في مدح الرسول محمد صلى الله عليه وسلم)، سناء الركراكي( زجالة من تطوان) نبيل بن عبد السلام بخات(زجال من طنجة )،جميلة العلوي مريبطو(زجالة من تطوان)،عمر البقالي (شاعر و زجال من طنجة)،داوود أبو حياة (زجال من المضيق)،مصطفى الداودية(شاعر من تطوان )،أحمد الحريشي (شاعر من طنجة)، محمد سعيد الأندلسي(زجال ومستشار نادي تطاون أسمير لفنون الزجل – طنجة)، حياة شفراو(زجالة و مستشارة نادي تطاون أسمير لفنون الزجل - طنجة). و في الختام شكر المنظمان عبد الغفور الفتوح (كاتب عام نادي تطاون أسمير لفنون الزجل) و عبد العظيم يوسف (مشرف زاوية يوسف التليدي)كل المشاركين في الأمسية الزجلية الصوفية،وتم رفع الأيادي للدعاء لله عز و جل بالشفاء العاجل لكل المرضى و بتعميم السلام على كافة الشعوب العربية .