من الواضح أن متاعب ساكنة مدينة طنجة مع خدمات النقل الحضري الذي شرعت شركة "ألزا" في تسيير مرحلتها الانتقالية، قد بدأت مبكرا. فعلاوة على خيبة الأمل التي مني بها المواطنون جراء استقدام الشركة الاسبانية ل"خردة" من عرباتها المستعملة في إسبانيا، تفاجأ طلبة جامعة عبد الملك السعدي بمجموعة من الإجراءات المثيرة للاستغراب التي لم يجدوا معها إلا مواجهتها باحتجاج عارم في محيط الجامعة. وأقدم الطلبة في أول يوم لاستعمالهم لحافلات "ألزا" على محاصرة خمس عربات تابعة لأسطول الشركة الجديدة، ومنعوها من التحرك، احتجاجا على سلسلة القرارات التي وصفوها بالغريبة، من بينها عدم أحقية الراكبين من الطلبة النزول بين المحطات الفاصلة من وإلى الحي الجامعي، وهو ما أثار حنقا عارما في صفوف الطلبة الذين سينضاف إليهم عبئ التنقل من مناطق بعيدة في حالة تمادي الشركة الإسبانية في قرارها المثير هذا. من بين الإجراءات التي أقدمت "ألزا" عليها فيما يخص توفير خدمة النقل المدرسي والجامعي، إلزام التلاميذ والطلبة على تقديم ملف طلب الانخراط يتضمن مجموعة من الوثائق التي لم تكن مطلوبة في عهد سابقتها "أوطاسا"، وهو الشرط الذي يرفضه الطلبة جملة وتفصيلا بالنظر لما سيترتب عنه من متاعب خاصة للطلبة المنحدرين من خارج مدينة طنجة. ويصف الطلبة الامتيازات المطلوب من الشركة توفيرها لهم، بأنها موقوفة التنفيذ، بسبب سلسلة هذه الإجراءات والشروط المفروضة بشكل غير مسبوق على الطلبة والتلاميذ. شروط يتخوف هؤلاء الطلبة من أن تكون نقطة بداية للإجهاز على المكتسبات البسيطة التي كانت متوفرة في عهد "أوطاسا"، بعد أن كانوا يتطلعون إلى خدمات نقل بجودة وامتيازات أكثر.