اصطدمت في ساعة مبكرة من يوم الخميس، سفينة عسكرية تابعة لوزارة الدفاع البريطانية، بدورية تابعة للحرس المدني الإسباني، عندما كانت تقوم بمناورة في مياه خليج الجزيرة الخضراء، في وقت تخيم فيه اجواء توتر بين الجانبين البريطاني والإسباني، بسبب ملف صخرة جبل طارق الخاضعة للسيطرة البريطانية. وذكرت مصادر صحفية إسبانية، أن الحادث وقع بعدما رفضت دورية الحرس الإسباني، الابتعاد عن المنطقة التي اعتبرتها سرية من البحرية الملكية ،كانت ترافق سفينة إمدادات عسكرية إلى المستعمرة البريطانية، تابعة لجبل طارق، مما نتج عنه اصطدام لم يخلف إصابات تذكر. وقد قلل قائد الحرس المدني في الجزيرة الخضراء في تصريحات صحفية من أهمية هذا الاصطدام، مكتفيا بالقول أنه لا يعتبره حادثا. وذكرت يومية "جبرالطار كرونيكل" أن سرية من البحرية الملكية كانت توفر الحماية لسفينة تحمل الوقود والغذاء والمياه العذبة والذخيرة وإمدادات أخرى إلى سفن حربية بريطانية في جبل طارق، أمرت دورية الحرس المدني بمغادرة المنطقة التابعة للصخرة، وهو الأمر الذي رفضته هذه الأخيرة وأدى إلى الاصطدام. وقال متحدث باسم حكومة جبل طارق أن" الاصطدام طفيف"، مضيفا أن الدورية الإسبانية قامت"بسلوك خطير واستفزازي" وأنه "لم يتم إطلاق أية رصاصة ولم تحدث إصابات". وأشارت وسائل الإعلام المحلية الى أن هذا الحادث كثف من النشاط الدبلوماسي للمسئولين في حكومة جبل طارق طيلة نهار امس الخميس، حيث تم إبلاغ حكومة المملكة المتحدة بالواقعة وفتح نقاش حول هذه القضية الجديدة مع حكومة مدريد، كما أن وزارة الدفاع البريطانية أكدت من جهتها أنها ستحقق في الأمر. وأضافت أن حادثا مشابها وقع في شهر نونبر عام 2009 بين ذات السفينة التابعة لوزارة الدفاع في حكومة الصخرة ودورية إسبانية، أطلقت خلاله نيران قالت وزارة الخارجية البريطانية أنها تندرج في إطار ممارسات روتينية. وتجدر الإشارة إلى أن "ريو تورميس"، الدورية التابعة للخدمة البحرية للحرس المدني الإسباني، تعمل في مياه خليج الجزيرة الخضراء منذ عام 2009، وهي مكرسة بالأساس لمكافحة الهجرة غير النظامية وتهريب المخدرات، ويصل طولها إلى 15.65 مترا وعرضها إلى 4.48 مترا، أما طاقمها فلا يتجاوز أربعة أفراد.