خلف مشروع طنجة الكبرى، في مجال النهوض بالماثر التاريخية، رد ود فعل مرحبة بخطوة لطالما إنتظرها ساكنة طنجة بفارغ الصبر، بعد مسيرة طويلة من التحركات الجمعوية والاعلامية التي دقت ناقوس الخطر للاخطار المحدقة بالماثر التاريخية بطنجة بسبب عوامل التهميش وأخرى طبيعية،وأضرار ناجمة عن الزحف الاسمنتي لمافيا العقار بطنجة. وكشفت ، تقارير منظمات المجتمع المدني بطنجة عن الواقع المزري للماثر التاريخية ، مطالبة الجهات المسؤولة بوضع حد لتواطئ الحاصل بين لوبيات العقار وجشع بعض المسؤولين الذين جعل مختلف الاثار في مهب الريح،و وصلت الامور الى وضع لايطاق ، إذن أن فيلا هاريس التارخية أصبحت مرتعا للمتشردين والمنحرفين، فيما ظل قصر بريدكياريس بغابة الرميلات ومغارة هرقل ، نسيا منسا يقاومان الانهيار أمام صمت الجهات المعنية. وفي الوقت الذي كانت فعاليات المجتمع المدني تعكف على مطالبة الجهات المعنية بضرروة التدخل لاعادة الاعتبار للماثر التاريخة وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ظلت لغة الانكار أوالوعود تطبع ردود فعل مختلف المسؤولين الذين تعاقبوا على مدينة طنجة في تدبير الشأن المحلي والثقافي. وفي عرضها لمختلف المشاكل التي ساهمت في تردي الماثر التاريخية ، أبرزت عوامل التمدد العمراني غيرالمدروس وغير العقلاني من طرف لوبيات العقار و ضعف الامكانيات والوسائل اللوجيستيكة لدى وزارة الثقافةو غياب التنسيق بين المصالح المشتركة. وأشارت هذه التقارير إلى وجود نحو خمسة مواقع تارخية بالمدينة في حالة وضعية كارثية ، وأحد عشر موقعا اخر في وضعية حرجة تستدعي التدخل العاجل، فيما صنفت مواقع في حالة جيدة. ضمن لائحة طويلة للاثار بمدينة طنجة تمتد من فترة ماقبل الفتح الاسلامي ، ومن الفتح الاسلامي الى القرن الثامن عشر،وبداية القرن الثامن عشر . ولم تقتصر الأخطار التي تهدد الماثر التاريخية على مستوى ضعف الاعتناء بها بل وصل الامر بلوبيات العقار الى حد التخطيط لاقامة مشاريع سكنية بها، كما هو الحال بساحة سور المعكازين الذي كان يسيل لعاب أحد المنعشين لاقامة عمارة سكنية ، والوضعية نفسها كانت تنتظر فيلا هاريس بملاباطا لولا تحركات المجتمع المدني. ويأتي مخطط طنجة الكبرى الذي أعطى أنطلاقته الملك محمد السادس، بمثابة روح تبعث من جديد بالماثر التاريخية وتعيد الاعتبار لها من طرف أعلى سلطة في البلاد، مخطط تتجلى معالمه في النهوض بماثر تاريخية منها مغارة هرقل الشهيرة وحديقة الرميلات وفيلا هاريس ،وإحداث منشات ثقافية ذات إشعاع زطني منها قصر الفنون والثقافات ومسرح كبير ، وذلك بغية إعادة ربط المدينة بماضيها الثقافي العريق. مخطط اذن يهدف خلال الانتهاء منه سنة 2017 الى إحياء مدينة طنجة الثقافية وإعادة الاعتبار لماضيها التاريخي العريق بعدما ظل الزحف الاسمنتي على المناطق الخضراء وغياب منشات ثقافية تواكب سمة بارزة طيلة عقود من الزمن، و يجمع المراقبون أنه بقدر ما يشكل مشروع طنجة الكبرى على المستوى الثقافي خطوة هامة على درب النهوض بالماثر التارخية والنبية الثقافية لمدنة طنجة، يشكل صفعة قوية لمافيا العقار وجشع المسؤولين لمراجعة حساباتهم والانخراط بكل مسؤولية في مشروع يعيد لعاصمة البوغاز مكانتها العالمية.