تطورت حالة الغضب السائدة جراء استمرار انقطاع الماء الشروب عن مختلف مناطق وأحياء طنجة، إلى احتجاجات متفرقة خاضها مجموعة من سكان الأحياء الأكثر تضررا من هذا الوضع الذي امتد لليوم الثالث على التوالي. وتأتي هذه الاحتجاجات في الوقت الذي تشير معلومات متوفرة إلى مسؤولية إحدى الشركات العقارية بالمدينة فيما حدث، من خلال تسبب أحد اوراش البناء التابعة لها في إتلاف إحدى قنوات الإمداد بالماء الصالح للشرب. لكن مراقبين للشأن المحلي، يرون أن ذلك لا ينفي مسؤولية الشركة المكلفة بتدبير قطاع تدبير الماء في المدينة، عندما لم تكلف نفسها عناء إخبار الرأي العام عبر وسائل ووسائط أكثر انتشارا. غضب واحتجاجات لم يحتمل سكان الاحياء المتضررة من انقطاع الماء، استمرار هذا الوضع لليوم الثالث على التوالي، الأمر الذي دفع بعضا منهم إلى الخروج في احتجاجات متفرقة ضد الشركة المكلفة، التي اتهموها بالتسبب لهم في معاناة إضافية على معاناتهم المستمرة مع الفواتير الشهرية الباهضة، نظير استهلاكهم للماء والكهرباء. وتجمع عدد كبير صباح يومه الخميس، أمام مقر شركة "أمانديس" بمنطقة بئر الشيفا، وهو الحي الذي يعتبر من اكثر أحياء مدينة طنجة تضررا من انقطاع الماء طوال ثلاثة أيام بصورة مستمرة، بالرغم من تأكيدات مسؤولي الشركة الفرنسية أنها بذلت الجهود المطلوبة منها بخصوص إعادة خدمات التزويد بالماء إلى مختلف المناطق. المتظاهرون وخلال الوقفة التي عرفت حضورا أمنيا ملحوظا، عرفت رفع شعارات نارية ضد شركة تدبير هذا المرفق الحيوي، وصلت إلى حد المطالبة برحيل هذه الشركة عن مدينة طنجة، وهو نفس المطلب الذي ظل مرفوعا إبان الحراك الشعبي الذي عرفته مدينة طنجة على مدى سنة 2011. أسباب انقطاع الماء احتجاجات ساكنة بعض مناطق ساكنة المدينة، تأتي في الوقت الذي تشير فيه معلومات متطابقة، إلى أن السبب الرئيسي جراء الانقطاع الحاصل في خدمات التزود بالماء الشروب عن احياء مدينة طنجة، راجع إلى تلف أصاب إحدى قنوات التزود بالمياه بمنطقة جزناية بضواحي مدينة البوغاز. ويشر مصدر مطلع أن مسؤولية ما وقع تتحملها مباشرة إحدى الشركات العقارية في المنطقة التي تسببت أعمال حفر ّأساس ورش تابع لها في تلف قناة لتوزيع الماء الصالح والشرب، تابعة للمكتب الوطني للماء والكهرباء ويوضح نفس المصدر المتشبث بعدم ذكر هويته، أن القناة المائية التالفة، التي تبلغ سعتها الإجمالية 1000 ملتمتر، تعتبر واحدة من المزودات الرئيسية للمدينة بخدمة الماء، مضيفا أن عملية إصلاح المشكل قد تم عند حدود الساعة الواحدة من صباح يوم الخميس. لكن المشكل وراء استمرار انقطاع الماء، يستطرد نفس المتحدث، هو نفاذ مخزون المياه عن الخزانات الاحتياطية البالغ عددها سبع خزانات تنتشر في مناطق متفرقة بالمدينة، مما ساهم في تأخر عودة المياه طوال هذه المدة، مشيرا إلى أنه من المتوقع عودة المياه إلى مختلف المناطق بشكل تدريجي ابتداء من الساعة الرابعة بعد زوال الخميس. مسؤولية مشتركة وفيما تحاول شركة "أمانديس"، نفي أي مسؤولية عنها في واقعة انقطاع الماء الشروب عن ثلاث مقاطعات حضرية بالمدينة، وهي بني مكادة، السواني، مغوغة، فإن الساكنة تتبث بتحميل الشركة الفرنسية المسؤولية المباشرة، بسبب غياب تواصل كافي بين الشركة والمواطنين، حيث لم تكلف "أمانديس" نفسها عناء إخبار السكان باحتمال انقطاع المياه عبر الوسائط الاكثر انتشارا في أوساط المواطنين. ومن الجهات التي تحملها ساكنة المناطق المتضررة، مسؤولية تعميق معاناتهم في هذا السياق، مصالح الجماعة الحضرية التي لم توفر سوى سبع وحدات متنقلة لتزويد الساكنة بالماء الشروب، تم توزيعها في مناطق تشهد كثافة سكانية عالية، وهو ما تسبب في عدم استفادة معظم المواطنين من هذه الوحدات. لكن الوزر الأكبر من مسؤولية حرمان الساكنة من الماء طوال هذه المدة، يبقى على عاتق المكتب الوطني للماء والكهراباء، كمؤسسة عمومية، الذي الذي كان من الممكن أن يسهم تحركه في الوقت المناسب لوقوع المشكل من التخفيف ولو نسبيا من حدة انقطاع الماء طوال هذه الفترة.