أحيت فرقة "ابن عربي للسماع والإنشاد الصوفي" من طنجة، الجمعة، حفلا فنيا بمدينة جرش الأثرية الأردنية (48 كلم شمال العاصمة عمان) ضمن فعاليات الدورة ال28 لمهرجانها للثقافة والفنون. وأتحفت الفرقة الطنجاوية، الجمهور العريض بباقة من روائع الأناشيد والأغاني الصوفية المستوحاة من أشعار عدد من شيوخ التصوف وكبار رجالاته من الأندلس أو المغرب أو المشرق، وفي مقدمتهم الإمام محي الدين بن عربي وأبو الحسن الشوشتري وأحمد بن عجيبة. ونجحت الفرقة في نيل إعجاب الجمهور بفضل الانسجام الكبير بين أفرادها الستة والتناغم التام بين الألحان والمقطوعات الشعرية المختارة ذات الكلمات العذبة، والتي تتمحور كلها حول فكرة المحبة. وقال رئيس الفرقة أحمد الخليع إن الفرقة تسعى لنشر "رسالة المحبة التي على أساسها وجد الكون"، مضيفا أنه ليس هناك "أشعار أرق ولا أبلغ وأحسن وصولا إلى القلوب وأنفد إلى الجوارح من حديث المحبة". وأوضح الخليع أن التجاوب الكبير الذي أبداه الجمهور مع الفرقة يعود للانتشار الواسع لأعمالها، وخاصة عمل "الغناء الصوفي العربي – الأندلسي" الذي سجلته الفرقة سنة 2003 مع ألمونيا موندي، وحقق مبيعات كبيرة تجاوز كل الأعمال التي أنجزت في مجال موسيقى العالم. وقدمت الفرقة سابقا عشرات الحفلات في عدد من العواصم العربية والدولية، وفي أماكن شهيرة مثل دار الأوبرا المصرية ومسرح المدينة في باريس، فضلا عن مشاركتها في عدة مهرجانات متميزة كمهرجان دمشق للفنون الشعبية ومهرجان الموسيقى الصوفية في نيودلهي ومهرجان الموسيقى العالمية العريقة في فاس. وقالت نائلة عبد الخالق المسؤولة عن أعمال الفرقة في العالم العربي إن الفرقة القادمة من مدينة طنجة تعد "من أروع فرق الإنشاد الصوفي بالمغرب، وقد انزاحت في أدائها عن المفهوم السائد والنمطي للإنشاد الصوفي في لاوعي المتلقي العربي، والذي تصاحبه أجواء صاخبة نوعا ما". وأشارت إلى دقة الفرقة في اختياراتها الشعرية "تجعل المتلقين ينصهرون في نوع من الإحساس الجماعي إزاء الكون، خاصة أنها تتناول موضوع المحبة الشاملة، وهذا شيء مهم جدا في أعمال فرقة ابن عربي". وأضافت أن تفوق الفرقة في إيصال رسالتها يعود أيضا إلى جمال أداء منشد الفرقة وعذوبة صوته، والإتقان الكبير في العزف، ف"كل آلة يعزف عليها أفراد الفرقة تغني مع المنشد، إذ ليست هناك آلة تطغى على الإنشاد والغناء، عكس الغناء العربي العادي، فكل الآلات في أداء فرقة ابن عربي، متماشية ومتناغمة مع صوت المنشد".