تواصلت مساء أمس الثلاثاء حفلات الغناء الصوفي المقامة في إطار الدورة 16 لمهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة الذي تنظمه مؤسسة (روح فاس), بحفل أحياه منشد قصائد الحكماء المتصوفين الكبار في إيران شاهرام نظيري, أنشد خلاله قصائد صوفية لجلال الدين الرومي. وكان شهرام نظيري, الملقب في بلده إيران ب" العندليب الفارسي", مرفوقا بابنه حافظ نظيري وفرقته الموسيقية "رومي" خلال هذا الحفل, والذي أنشد فيه نصوصا لجلال الدين الرومي تعبر عن بحث الإنسان الحثيث عن الله وسعيه للتقرب إليه, وكذا عن تعطشه للحب والنور. وسادت خلال هذا الحفل الذي واكب فيه شهرام نظيري أنشاده الصوفية بالعزف على الدف أجواء تنقل معها الجمهور بتأثير القوة العاطفية للموسيقى بين العالم الملموس والعالم الروحاني, وغاص في يم التحول والإدراك الرمزي. ويعد هذا الحفل الرابع ضمن حفلات الغناء الصوفي التي يحييها مطربون ومنشدون عالميون في إطار مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة بعد "حفل الطقوس الصوفية والأناشيد المقدسة "لفرقة الغناء الصوفي متينديني" من زنجبار, وحفل "القصائد المقدسة والشعبية لمنطقة الأناضول" للتركية جولاي هاتثير", وحفل "عود الربابة وأناشيد صوفية" لأستاذ غلام حسين وفرقته من أفغانستان, وحفل "موسيقى النيل" الفرقة موسيقيي النيل المصرية. وفي هذا السياق تحيي المطربة بافارتي باؤول من البنغال في شمال الهند, مساء اليوم الأربعاء, حفلا بعنوان "فن الشعراء الصوفيون" تؤدي خلاله مجموعة كبيرة من القصائد الغنائية لشعراء الغناء المتصوفون في البنغال. وفي إطار الليالي الصوفية التي تقام بالموازاة مع مهرجان فاس للموسيقى العالمية أحيت الليلة الماضية "الطريقة السحيمية" التي أسسها الهادي بنعيسى في القرن 19 ليلة صوفية ب "دار التازي" بعد ليال ثلاث أحيتها منذ يوم السبت الماضي كل من فرقة ليلى رحمون البقالي للحضرة الشفشاونية, والطريقة الجيلالية أو (الجيلاليات) التي أسسها الشيخ عبد القادر الجيلاني بالعراق في القرن 12 وانتشرت في باقي العالم الإسلامي. كما تواصلت في إطار "مهرجان المدينة " الحفلات التي تعد إحدى الفقرات اليومية المقامة بموازاة مع مهرجان الموسيقة العالمية العريقة بحفلين الأول مشترك بين فرقة" عبيدات الرمى "من مدينة خريبكة وفرقة" موسيقيي النيل المصرية" أقيم بموقع أيت سقاطو, والثاني لفرقة "أصحاب الطبول" من بوروندي.