لا يزال مقر مركز أمني مهمل بحومة "بن يدر" بالمدينة القديمة، مبعث قلق ومعاناة مستمرين لدى المواطنين. آخر فصول هذه المعاناة تجددت ليلة الخميس الجمعة، عندما استشعر سكان عدد من المنازل المحيطة بهذا المركز الأمني رائحة دخان منبعثة من داخله، مما خلف موجة استنفار وسط المواطنين امتدت على نطاق واسع بالمنطقة. وحسب مصادر من عين المكان، فقد اضطر سكان الحي إلى إخماد حريق محدود شب داخل هذه البناية الخربة، مستعينين في ذلك بإمكانيات متواضعة أفلحت في إطفاء النيران، خصوصا أمام غياب أي تدخل للوقاية المدنية التي يبدو أنها لم تتلق أي إشعار في تلك الساعة المتأخرة من الوقت، فضلا عن الصعوبة التي يشكلها الولوج إلى قلب المدينة القديمة. نفس المصادر رجحت ان يكون الحريق بفعل فاعل، حيث يشكل هذا المقر الأمني المهمل، ملاذ أعداد كبيرة من المشردين والمنحرفين، وهذه هي المرة الثانية التي يشب فيها حريق في هذا المكان بنفس الكيفية، حيث تسبب قيام بعض المشردين قبل شهور بإيقاد النار لغاية التدفئة، في امتداد النيران على شكل حريق كبير. وسبق لسكان المدينة القديمة، أن وجهوا مطالب عديدة للجهات المسؤولة، بالتدخل لوضع حد لمعاناتهم بسبب هذه البناية المهجورة التي تشكل مصدر أخطار أمنية عليهم، بسبب اتخاذها ملجأ المشردين والمنحرفين، ومكانا لتعاطي المخدرات من طرفهم. وتوجد هذه البناية التي يرى المراقبون أنها من المفترض أن تكون منطلقا لاستتباب الأمن، من وضعية كارثية تبرز بعض جوانبها صور ملتقطة في وقت سابق من عين المكان، وتتوفر "طنجة 24" عليها. وضعية يرى فيها المهتمون بمجال التراث أنها المهتمون بمجال التراث، لا يتناسب ودلالات المدينة القديمة بطنجة التي تشكل إرثا ثقافيا وتاريخيا غنيا.