أفادت مصادر صحافية، أن المكالمة الهاتفية التي أجراها الملك محمد السادس مع الامين العام لحزب الاستقلال حميد شباط، ليلة السبت الماضي، حملت نوعا من التأنيب لحميد شباط نظرا لتوقيت خطوة الانسحاب من التحالف الحكومي ، كما كشفت النقاب هذه المصادر، أن الملك محمد السادس أجرى مكالمة هاتفية ثانية، في نفس اليوم مع رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، حملت تطمينا لبنكيران لمستقبل الحكومة الحالية ، مجددا دعمه لعمل لرئيس الحكومة. وكشف موقع "Le360" الإخباري الذي انفرد بنشر الخبر، أن تأنيب الملك محمد السادس لحميد شباط يعود لتوقيت الإعلان عن الانسحاب من التحالف الحكومي، الذي تزامن مع وجود الملك محمد السادس خارج التراب الوطني ، حيث يقوم بزيارة إلى فرنسا،اذ أنها المرة الأولى التي يقدم فيه حزب مغربي على إعلان الانسحاب من الحكومة في وقت يوجد ملك البلاد خارج أرض الوطن. وفي الوقت الذي سارع حزب الاستقلال عن الإعلان عن اتصال هاتفي بين الملك محمد السادس وحميد شباط مؤكدا أن المكالمة تضمنت دعوة الملك لشباط بضرورة استمرار وزراء الحزب في مناصبهم الوزارية، إلى حين رجوعه إلى أرض الوطن، وذلك ضمانا للسير العادي للمؤسسات الدستورية. إلتزم حزب العدالة والتنمية الذي يقود التحالف الحكومي الصمت، ولم يصدر رئيس الحكومة عبد الالاه بن كيران سوى بلاغ يعلن فيه الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، أن المخول الوحيد صفة الناطق الرسمي باسم الحزب، وأي تصريح لأي مسؤول أو عضو في الحزب بخصوص موقف المجلس الوطني لحزب الاستقلال من الحكومة يعتبر موقفا شخصيا ولا يعبر عن الموقف الرسمي. ويرى مراقبون للمشهد السياسي المغربي، ان السيناريوهات المحتملة بعد قرار المجلس الوطني لحزب الاستقلال التصويت بالاجماع على الانسحاب من التحالف الحكومي،تتمثل في ثلاثة احتمالات، بداية بإمكانية اجراء تعديل حكومي استجابة للمذكرات التي رفعها حميد شباط لرئيس لحكومة وهو مايعني تراجع حزب الاستقلال عن قرار الانسحاب من الحكومة الحالية، فيما يتجلى السيناريو الثاني في فتح المشاورات أمام تعديل حكومي يقضي بدخول حزبي الاتحاد الدستوري والتجمع الوطني للاحرار في الحكومة الحالية، في وقت يظل الاحتمال الثاني هو اجراء انتخابات تشريعية سابقة لأوانها تعيد ترتيب الخريطة السياسية في البلاد وتشكيل حكومة جديدة. ومن المرتقب ان يحسم التحكيم الملكي الذي يطالب به حزب الاستقلال فور عودة الملك محمد السادس إلى التراب الوطني في غضون الأيام المقبلة،في الاحتمالات المطروحة حاليا للخروج من أزمة سياسية بدأت تلوح في الأفق.