فيما تتواصل عمليات التدخل شبه اليومية لمصالح البحرية الإسبانية والمغربية، التي تفضي أغلبها إلى إنقاذ أعداد كبيرة من المرشحين للهجرة السرية باتجاه الضفة الشمالية لمضيق جبل طارق، فإن هناك نسبة من هؤلاء المهاجرين غير النظاميين لا تطالهم أي تدخلات باستثناء تلك التي تتم بعد أن تلفظ أمواج البحر جثثهم. مساء يوم الخميس، استنفرت مصالح الوقاية المدنية عددا من عناصرها للقيام بالإجراءات اللازمة، بعدما تلقت إشعارا بوجود جثة مواطن بينت التحريات أنه ينحدر من إفريقيا جنوب الصحراء بشاطئ مالاباطا، حسب ما أفادت به مصادر مطلعة من الوقاية المدنية رجحت كذلك أن يكون ضحية حادث غرق خلال محاولته الوصول إلى السواحل الإسبانية بطريقة من الطرق العديدة التي بات يستعملها المهاجرون السريون خلال عمليات ركوب البحر. هذا الحادث كان هو الثاني من نوعه في يوم واحد، بعدما تفاجأ عدد من الأشخاص بوجود جسم بشري يطفو على المياه في محطة انطلاق العبارات بميناء طنجةالمدينة، حيث ستكشف عملية معاينة الجثة التي كانت محشوة وسط ملابس تستعمل للغوص، أن الأمر يتعلق بمواطن مغربي حاول على ما يبدو العبور نحو الضفة الشمالية للمضيق من خلال التشبث بإحدى العبارات التي تنطلق من ميناء طنجة صوب جنوبإسبانيا، حسب ما رجحه مصدر مطلع من الميناء. وياتي تسجيل هذين الحادثين المنفصلين بطنجة، بعد أسبوع حافل بحالات الغرق التي تم تسجيلها الأسبوع الماضي بعدد من شواطئ مدينة البوغازن في ظروف وملابسات مختلفة، لعل أبرزها حادث غرق بحارين كانا في رحلة صيد بشاطئ المنار شرق المدينة من أجل تدبير قوت أسرتيهما. وهو الحادث الذي تزامن مع غرق ثلاثة أطفال بشاطئ مالاباطا كانوا يمارسون هواية السباحة.