سعر الرحلة يتراوح بين 20 و30 ألف درهم يدفعها الآباء والأولياء تمكنت فرقة محاربة الهجرة السرية التابعة للشرطة القضائية للأمن الولائي بطنجة، نهاية الأسبوع الماضي، من تفكيك شبكة متخصصة في تهجير القاصرين إلى القارة الأوربية عبر الميناء المتوسطي «طنجة ميد»، وذلك بعد دسهم بمخابئ سرية داخل قاطرات النقل الدولي، مقابل مبالغ مالية متفاوتة. وذكرت مصادر أمنية، أن عملية اكتشاف هذه الشبكة، التي كانت تتخذ من منطقة ورززات مقرا لها، بدأت بعد أن ضبطت المصالح الأمنية بمرفأ العبور، مرشحين للهجرة (قاصر وراشد) مختبئين بالجوانب الخارجية لإحدى قاطرات النقل الدولي، وذلك أثناء عملية المراقبة واستكمال الاجراءات الأخيرة للشاحنات، إذ عملت على إحالتهما على الفرقة الولائية لمحاربة الهجرة السرية بطنجة، التي بادرت بدورها إلى تعميق البحث معهما لمعرفة الأطراف المتورطة في الموضوع. وأثناء مباشرة البحث مع الموقوفين، وهما صلاح الدين.ب (16 سنة)، وإسماعيل.ب (22سنة)، أكدا أنهما تسللا إلى القاطرة في غفلة السائق، بعد أن سهل لهما المأمورية منظم يدعى «طركونة» وأشخاص آخرون يساعدونه في تهجير القاصرين إلى أوربا بالطريقة نفسها، موضحين في تصريحاتهما أنهما ظلا لعدة أيام يتحينان الفرصة رفقة مجموعة أخرى من المرشحين، الذين لازالوا ينتظرون دورهم بأحد المنازل الواقعة بمنطقة القصر الصغير. مباشرة بعد تجميع المعلومات الكافية، وبعد إشعار عناصر الدرك الملكي بالمنطقة، انتقلت فرقة البحث التابعة لنفس المصلحة، رفقة المرشحين المذكورين، إلى حي يسمى «بيضاوى»، الواقع قرب محطة القطار بالقصر الصغير، وتمكنت من القبض على مجموعة من المرشحين للهجرة، تتكون من ثمانية قاصرين تتراوح أعمارهم ما بين 14 و16 سنة، كانوا مجتمعين بمنزل اكتراه المنظمون لإيواء ضحاياهم في انتظار فرصة تهجيرهم على مراحل إلى الضفة الجنوبية من الأراضي الإسبانية، فيما ضبطت مرشحا تاسعا كان داخل منزل ثان أعد لنفس الغرض. كما قامت عناصر الشرطة القضائية بإيقاف الشخص الذي تقمص دور الوسيط عن سابق علم بعملية التهجير، وكذلك المتهم الذي كان يتكلف بدس المرشحين بالشاحنات، وأحالتهم جميعا على النيابة العامة، بينما لازال البحث جاريا عن زعيم الشبكة «طركونة» وباقي أفراد عصابته، الذين يشتبه، من خلال شهادات الموقوفين، تورطهم في القضية، وعملت المصالح المختصة على إصدار مذكرة بحث وطنية في حقهم.