وجهت فتاتان مغربيتان مقيمتان بالديار الهولندية، اتهامات إلى والديهما، تتعلق بالاعتداء عليهما جنسيا منذ كانتا في سن مبكرة من العمر. ووفق ما صرحت به الفتاتان المذكورتان، وهما شقيقتان تبلغان من العمر 19 سنة و 24 سنة على التوالي وتنحدران من مدينة العرائش، فإن والدهما، وهو إمام مسجد بمحافظة هيرلين الهولندية، ظل يمارس عليهما الجنس لسنوات طويلة، منذ كانتا طفلتين. وكشفت الفتاة الكبرى، ضمن تصريح ل"طنجة 24" أنها اكتشفت ما كان يفعله بها والدها عندما بلغت سن 15 سنة، مؤكدة ان والدها ظل يغتصبها منذ كانت في السابعة من عمرها، وهو ما أدى إلى افتضاض بكارتها، وهو نفس المعطى الذي أكدته شقيقتها الصغرى التي بدورتها اتهمت والدها بالاعتداء الجنسي عليها. "أبي كان يهددني بالقتل في حال ما إذا كشفت أفعاله لأمي"، تقول الفتاة الكبرى بلهجة مغربية مختلطة بالإنجليزية جوابا على سؤال حول عدم إخبار والدتها بالأمر حتى تقوم الأخيرة بما يجب، قبل أن تضيف متأثرة، أن حادثة تعرض فتاة في نفس الحي الذي تقطنه بمدينة هيرلين للذبح على يد أحد أقاربها، جعلها تلزم الصمت أكثر خوفا من ان تتعرض لأي مكروه من طرف والدها. من جانبها، أوضحت والدة الفتاة، أنها لاحظت أن ابنتها كانت تكره والدها ولا تريد أن تراه، مما دفعها إلى الضغط على ابنتها لتكشف لها السر في كرهها لوالدها، حيث صارحت البنت والدتها بحقيقة اغتصابها هي وأختها الصغرى وابنة عمهما من طرف الوالد الإمام، لجأت بعدها الأم إلى طلب الطلاق الذي تم بشكل ودي وغادر الوالد بعدها الديار الهولندية ليستقر في المغرب. وحسب تصريح الأم، فإن ابنتها حاولت الانتحار في إحدى المرات جراء مضاعفات نفسية نتيجة هذه الحادثة، مضيفة أنها تتوفر على شواهد طبية من أخصائيين نفسانيين، كما تتوفر على شهادة من رئيس مسجد هيرلين الذي نصحها بمتابعة الوالد أمام القضاء المغربي وتجنب إثارة القضية في هولندا حتى لا تثير موجة جديدة من العنصرية على حد تعبير الإمام. أما من جهته، فإن والد الضحيتين الذي عاد إلى العرائش بعد طلاقه من زوجته في هولندا ومثل يوم الخميس الماضي أمام غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بطنجة، فقد انكر أمام القضاء جملة وتفصيلا اتهامات زوجته وابنتيه له، مؤكدا أن المتابعة القضائية التي باشرتها طليقته وابنتيه ضده، ليست إلا مكيدة للانتقام منه بعد زواجه من امراة ثانية في المغرب. وسبق للغرفة الجنائية الأولى باستئنافية طنجة في سنة 2010، أن برأت الزوج من اتهامات طليقته وابنتيه، وهو ما دفع الفتاتان ووالدتهما إلى استئناف الحكم الذي من المنتظر أن تحسم فيه المحكمة في الشهر القادم.