تحول محيط ساحة سينما "روكسي" بطنجة زوال يوم الثلاثاء إلى ساحة للفوضى العارمة، بعدما عمد حراس أمن المهرجان السينمائي، إلى استخدام العنف اللفظي والجسدي ضد مجموعة من الصحفيين الذين كانوا بصدد تغطية أجواء اليوم الخامس من المهرجان. وتعرض عدد من الزملاء الصحفيين من مختلف المنابر الإعلامية المحلية والوطنية الذين كانوا يحملون شارات الاعتماد الرسمية من طرف إدارة المهرجان، إلى أنواع شتى من الإهانات على يد حراس الأمن الذين أبدوا تصرفات "لا تليق برجال أمن مؤسسة عمومية محترمة بقدر ما تناسب حراس الحانات الرديئة"، حسب ما عبر به ثلة من الذين طالتهم هذه الممارسات "المشينة". وقال الزميل سعيد قدري الصحفي بالمحطة الإذاعية "شذى إف إم" وجريدة "الخبر" الذي كان يقوم بتغطية وقفةاحتجاجية أمام قاعة السينما تزامنت مع عرض شريط وثائقي، إنه تعرض لسلوك أرعن وتعنيف جسدي من طرف الحراس، مما تسبب في سقوط جهاز الإرسال الخاص بالإذاعة من يديه عندما كان يهم بدخول القاعة. فيما أكد الصحفي ياسين العشيري مدير الجريدة الإلكترونية "طنجة 24"، أن نفس الأشخاص قد تهجموا عليه بألفاظ نابية وكلمات جارحة، منها وصف الصحفيين ب"الإرهابيين" و"الأوباش". كما طالت "استفزازات" الحراس أيضا عددا من الصحفيين من بينهم الزميل "حمزة المتيوي" عن جريدة "المساء"، والزميل "عماد شقيري" من جريدة "الأخبار". وقد أثارات هذه الممارسات "الرعناء"، استنكارا عارما في الوسط الصحفي بمدينة طنجة، حيث عبروا من خلال بيان للرأي العام عن تنديدهم وشجبهم لهذه " التصرفات المهينة واللاأخلاقية لحراس الأمن الخاص" . وحمل هؤلاء الصحفيين الموقعين على ذات البيان، المسؤولية المباشرة عما حدث لمدير المركز السينمائي المغربي نور الدين الصايل، وللجنة المنظمة للدورة، كما طالبوا " باعتذار رسمي مباشرة للجسم الصحفي من طرف مدير المركز السينمائي المغربي"، مع تأكيدهم على الاحتفاظ بحقهم الكامل " في اتخاذ الإجراءات الكفيلة بالتصدي لهذه الإهانة الرخيصة للصحافة الوطنية، ومنها المتابعة القضائية للمركز السينمائي المغربي". ويعتبر تعرض مهنيي الجسم الصحفي بمدينة طنجة، للمضايقات والإهانات من طرف منظمي المهرجانالوطنيللفلم الذي أصبح يوصف من طرف السكان بأنه "وصمة عار على المدينة"، أمرا متكررا كل سنة. حيث يعمد مسؤولو اللجنة المنظمة إلى انتهاج مضايقات شتى في حقهم ، تصل إلى حرمان عدد كبير منهم من حقهم في متابعة أنشطة المهرجان، في الوقت الذي يتمكن عدد كبير من الدخلاء من ولوج جميع الفضاءات المحتضنة تحت عدة صفات، بسبب "العشوائية" التي تنهجها الإدارة في توزيع شارات الإعتماد. وينطبق نفس الأمر بالنسبة لساكنة المدينة الذين تتكرر كل سنة شكاواهم من عدم تمكنهم من المرور فوق البساط الأحمر الذي يمر فوقه معشوقهم من رواد السينما المغربية، الذين يجبرون فقط على النظر إليهم من خلف حواجز حديدية وفرتها اللجنة المنظمة خصيصا لهم في الوقت الذي حرمتهم فيه من نصيبهم من الدعوات والاعتمادات الرسمية.