قبل بضعة أيام استوقفني حادث عنف تعرض له تلميذ على مرأى الأطر العاملين داخل المؤسسة التعليميّة في مدينة طنجة. في واقع الحال لا أحد منّا يدري كيف ابتدأت الواقعة و كيف تطورت إلى حدَ يمكن فيه لتلميذ أن يطعن زميله بالسلاح الأبيض ! للواقعة وجهان: الضّرب و الجرح ثم مسؤولية المرفق المؤسسة التعليمية العموميّة . فالأحداث كثيرة و تزداد كثرة في مدينة طنجة ولا أحد منّا يدري من أين تأتي الطّعنة ؟ ما حصل لهذا التلميذ هو حدث من بين الكثير من الأحداث المشابهة و التي يتعرض لها التلاميذ داخل و خارج المؤسسات التعليميّة. وسواء في الحالة الأولى أو الثانية فإننا أمام مسؤولية الدولة. كيف ؟ لو قمنا بتفكيك الواقعة, نجد في الحدث الأول (داخل المؤسسة العمومية) أنه مرفق عام للدولة. ثم في الحدث الثاني (خارج المؤسسة) أن سلامة المواطن و تحقيق الأمن العام مسؤولية الدولة أيضا. هكذا, فإن المواطن السّعيد في المملكة السّعيدة سيشدّ الرحال إلى التعليم الخاص و سيحرص كل الحرص أن تبقى سيارته في صحة جيّدة كي يتسنى له انتظار عصام أمام المؤسسة كل يوم و إلا لن يبقى أمامه سوى خيار النقل المدرسي. حيرة :كيف يمكن لطفل مثل عصام و آخرون أن يتعايشوا مع شيزوفرانيا المغرب ؟ هل كان الحارس العام في مؤسسة العقاد حكيما حينما طلب من عصام أن يهرب و هو ينزف دما إلى بيته الذي يبعد عن الإعدادية بحوالي أزيد من 1200 متر؟ماذا ؟هل هذا درس الوطن أيها الحارس ؟ هناك حكمة قاسية لها جذورها التاريخية و قد اختارها لك الحارس العام تقول: عش واقف و مت واقف! كانوا حينها في حرب مع المستعمر الأجنبي. لكن عصام لا يعرف المستعمر الجديد وقد كان بالأحرى عليكم أن تخبروه قبل الطعنة الأولى. هذا هو الدرس يا عصام: ابْقَ وَاقف يا عصَام! [email protected]