شكل الحفل التأبيني لمرشد جماعة العدل والإحسان الراحل عبد السلام ياسين الذي توفي يوم الخميس الماضي، مناسبة لاجتماع مختلف الهيئآت السياسية والمدنية والنقابية المتباينة بمدينة طنجة. وقد بدا لافتا خلال هذا الحفل الذي نظمته جماعة العدل والإحسان بمدينة طنجة مساء الثلاثاء، حضورا بارزا لشخصيات محسوبة على حزب العدالة والتنمية والتنظيمات الموازية له، حيث شكلت وفود حزب المصباح وشبيبته إلى جانب حركة التوحيد والإصلاح، أكثر الحاضرين في هذا الحفل. كما برز كذلك حضور وفود من مختلف الفعاليات السياسية والمدنية والنقابية، ويتعلق الأمر بكل من حزب الطليعة، حزب المؤتمر الاتحادي، حزب الاشتراكي الموحد، حزب النهج الديمقراطي، و حزب الحركة من اجل الأمة وحزب البديل الحضاري ، إضافة إلى الكنفدرالية الديمقراطية للشغل، والاتحاد المغربي للشغل،، إلى جانب فعاليات جمعوية وإعلامية من المدينة وخارجها. وفي كلمات بالمناسبة، تناول ممثلو الهيئآت الحاضرة في هذا الحفل الذي احتضنه مقر الجماعة بطنجة، مناقب الشيخ عبد السلام ياسين، كما قاموا أيضا باستعراض محطات من مساره النضالي ودوره في المجال التربوي والسياسي. وقد عمد ممثلو بعض الحساسيات السياسية ، كالحركة من أجل الأمة والطليعة والمؤتمر الاتحادي إلى استغلال المناسبة، لتمرير رسائل سياسية وتجديد الدعوة للجماعة للعودة الى الشارع الاحتجاجي الذي جمعها بهم طيلة أشهر السنة الماضية في اطار حركة 20 فبراير،خاصة أن الحكومة مقبلة على زيادات جديدة في الأسعار تنهك كاهل الشعب كما تحدث بذلك المتحدث باسم الكنفدرالية الديمقراطية للشغل. نفس الموقف ذهب اليه ممثل المؤتمر الاتحادي الذي أكد على كون الرجل كان " ضمير الوطن عندما يناديه يلبي وأمامنا 20 فبراير كنموذج، وهو الى جانب بقية عظماء الشعب المغربي ،بن بركة وبن جلون" مضيفا "ونحن على نهجهم نسير". كما أشاد المتحدث باسم حزب الطليعة بمواقف الشيخ عبد السلام ياسين وقال "ليس هناك من يعرف سيدي عبد السلام أكثر من مناضلي حزب الطليعة...حيث تقاسم السجن مع القيادة التاريخية للحزب وظل الرجل ثابتا قويا وفيا لمبادئه عكس الكثيرين غيره ممن هرولوا نحو التطبيع مع السلطة ". وتقدمت سيدة عن نساء العدل والإحسان لترثي مرشدها الذي وصفته بالأب الحنون الذي حرص على تحرير ارادة المرأة لا تحريرها كما قالت. وفي ختام الحفل شكر متحدث باسم العدل والإحسان جميع الحاضرين وذكر بأن العزاء واحد مادام الفقيد كان ملكا للجميع وليس حكرا على الجماعة،كما دعى الفرقاء السياسيين الى ما سماه "التنافس في الحسنى" مع حفظ المحبة الواجبة