الصورة: شباب من أرض الدولة ينقلون أحد الضحايا ( عدسة: محمد القندوسي) تداول عدد من مستعملي موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، دعوات للتظاهر مساء الأربعاء، احتجاجا على التدخل الأمني بحي أرض الدولة الذي عرفته منطقة بني مكادة طوال يوم الثلاثاء. وحسب ما جاء في هذه الدعوات، فإنه سيتم تنظيم وقفة احتجاجية بحي أرض الدولة احتجاجا على استعمال القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي، وسط التجمعات السكنية بالحي التي توجد ضمنها مدارس للأطفال إضافة إلى مستشفى عمومي. كما سيطالب المحتجون، حسب أصحاب الدعوة، بإطلاق سراح كافة معتقلي ما أسموه بأحداث الثلاثاء الأسود. في علاقة مع أحداث أرض الدولة، استنكر أقارب ضحايا مادة "الكريموجين" الناتجة عن استعمال المواد المسيلة للدموع، سلوكات مسؤولي مستوصف الحي، الذين رفضوا تقديم الخدمات الصحية لنحو 20 امرأة كانت رفقة أطفالهن وذكرت مصادر مطلعة أن الطبيب المختص قام بإدخال هاته النسوة رفقة أطفالهن إلى غرفة "آمنة" في المستشفى، حماية لهن وحفاظا على صحتهن وصحة أطفالهن، خاصة بعد توارد الأنباء عن حالة التوتر الأمني التي شهدتها المنطقة المشار إليها صباح الثلاثاء 2 أكتوبر، والتي نتجت عن مواجهات بحي أرض الدولة بين الشباب والأمن، هذا الأخير الذي حاول تنفيذ حكم قضائي القاضي بإفراغ أحد المنازل. غير أن السلوك الإيجابي للطبيب قابله تصرف قمة في السلبية لأحد المسؤولين بالمستشفى، في ضرب صارخ لكل الأعراف الطبية المعمول بها، وانتهاكا للجوانب الإنسانية التي من المفروض أن لا تغيب مطلقا عن أذهان العاملين في المجال الصحي، هذا الأخير طرد النسوة بمعية أطفالهن خارج أسوار المستشفى، بمجرد علمه بخروج الطبيب في مهمة طارئة. كما ذكرت بعض السيدات اللواتي تآذين من "الكريموجين"، أنهن واجهن وضعا صعبا بعد تعرضهن ل "الطرد" من المستشفى، خصوصا وأنهن كن برفقة فلذات أكبادهن الصغار كما عبرن عن امتعاضهن من السلوك الصادر عن مسؤول المستشفى والذي تسبب لهن ولأطفالهن في الاختناق والخوف، وظهور بعض الأعراض الخاصة على أطفالهن، كارتفاع درجة الحرارة، التقيؤ، عدم القدرة على الحركة، ودخول آخرين في موجات من البكاء الشديد والرعب الناتج عن استنشاقهم ل "الكريموجين". فيما ذكر أحد الآباء -في اتصال هاتفي بالموقع- من الذين تعرض أطفالهم للاختناق، أن ابنه البالغ من العمر حوالي 3 سنوات، يعاني من ارتفاع غير عادي لدرجة الحرارة، وإرهاق شديد، فيما تعرضت الأم لأزمة عصبية قوية، اضطر معها الأب المذكور إلى نقلها بشكل مستعجل إلى إحدى المصحات. وأشارت مصادر أخرى، إلى أن فعاليات جمعوية -ضمنهم آباء للأطفال الضحايا- قررت اللجوء إلى القضاء، من أجل أن يقول كلمته في حق هذا المسؤول عن "مأساة" هؤلاء الأطفال -كما الأمهات-، الذين كان ذنبهم الوحيد أنهم توجهوا إلى المستشفى، ووجدوا في طريقهم شخصا لا يفهم النزر اليسير في كيفية التعامل مع الأطفال، ولا المرضى بشكل عام. ويتصرف على هواه، معرضا حياة الأطفال والأمهات للخطر، في الوقت الذي يتحدث فيه الجميع عن إصلاح قطاع الصحة، وتقديم الاستشفاء للمواطنين، باعتبارها من أبسط شروط العيش الكريم.