المشهد هذه الأيام في المحطة الطرقية لمدينة طنجة هو تجسيد لمختلف صور الفوضى وسوء الخدمات، فالإقبال على اقتناء تذاكر السفر مع حلول عطلة عيد الفطر، يبلغ ذروته، وهي ذروة لم تعد تحتملها هذه المحطة التي بدأت في تقديم خدماتها سنة 1989، عندما كانت الحاجة تقتضي ذلك، قبل أن تصير اليوم "عبئا ثقيلا" على وسط المدينة، يقتضي العمل على نقل هذه المحطة إلى مكان مناسب آخر. فالضرورة التي كانت تقتضي قبل أزيد من عشرين سنة، نقل هذه المحطة من أمام بوابة الميناء إلى مكانها الحالي اليوم لم تعد قائمة، بل إن الضرورة الملحة اليوم، هي إعادة نقلها إلى مكان آخر يستجيب للنمو المضطرد الذي تعرفه مدينة طنجة، وأيضا إلى تطلعات المواطنين نحو خدمات جيدة في مجال النقل. المحطة في سطور الكثيرون ما زالوا يتذكرون عندما كانت الساحة المقابلة لبوابة ميناء طنجةالمدينة، هي محطة انطلاق ووصول حافلات نقل المسافرين من وغلى مختلف النقاط بالمغرب. حينها كانت تلك الرقعة المتواضعة في وسط المدينة في ذلك الوقت، كافية لاستيعاب حاجيات المدينة في هذا المجال. في سنة 1989، سيتم افتتاح المحطة الجديدة بعد أن أصبحت الأولى لا تستجيب لحاجيات طنجة التي بدأت تعرف نموا ديمغرافيا اقتضى نقلها من أمام باب الميناء من أجل تخفيف الضغط على وسط المدينة. حيث تمت إقامة المحطة على رقعة أرضية ذات مساحة تبلغ 13000 متر مربع، بغلاف مالي كبير. ويبلغ عدد الشركات المرخص لها باستغلال المحطة والعمل انطلاقا منها، 64 شركة نقل المسافرين، ويصل عدد الحافلات التي تستقبلها المحطة بشكل يومي إلى أزيد من 170 حافلة، فيما يقدر عدد المسافرين الذين يصلون إلى مدينة طنجة والذين يغادرونها انطلاقا من هذه المحطة، بنحو 14000 ألف شخص. عبئ على المدينة لكن هذه الإمكانيات التي تتوفر عليها هذه المحطة، لم تعد كافية أمام النمو الذي تعرفه مدينة طنجة. فوجودها وسط المدينة أعاد طرح نفس المشاكل التي كانت مطروحة كانت المحطة القديمة أمام بوابة الميناء. فالهدف التي سطرت في أواخر الثمانينات منت وراء إحداث هذه المحطة، أصبحت مستحيلة اليوم بسبب عدم مسايرة هذا المرفق للتطورات التي عرفتها مدينة البوغاز. فمختلف المتدخلين الاقتصاديين والاجتماعيين الذين كانوا يتطلعون إلى أن تضطلع هذه المحطة بدور مهم فيما يخص الحياة العامة بالمدينة، يدركون اليوم أن هذا الدور أصبح عسير القيام به. مما جعل الأصوات ترتفع بضرورة إعادة النظر في وجود هذه المحطة في هذا المكان مسألة وقت فقط مطلب نقل المحطة الطرقية بعيدا عن وسط المدينة، يحظى باهتمام كبير من طرف عمدة المدينة، فؤاد العماري، حسب ما صرح به في عدة مناسبات، كان أولها يوم انتخابه على رأس مجلس المدينة خلفا لسمير عبد المولى، حيث أوضح أن سيشرف على أوراش كبيرة للنهوض بمدينة البوغاز، ومن بين هذه الأوراش، يقول العماري، ورش نقل المحطة إلى خارج وسط المدينة من أجل النهوض بجودة خدماتها. نفس المتحدث يكشف في تصريح خص به موقع "طنجة 24"، أن الأمر يتعلق بتشييد محطتين طرقيتين، حتى يتم الاستجابة بشكل أكبر لحاجيات المدينة، وفي هذا الصدد يوضح العمدة، أن الجماعة الحضرية استكملت إجراءات اقتناء الوعاءين العقاريين الذين سيحتضنان هذين المرفقين، وسيتم في القريب العاجل الانتقال للمرحلة الثانية، وهي الشروع في تشييد المحطتين.