مهند الشناوي - سكاي نيوز عربية "التكافؤ" عنوان كلاسيكو الدوري الإسباني رقم 219 الذي يقام السبت، بين برشلونة صاحب الأرض والمركز الثاني وريال مدريد المتصدر ووصيف المواسم الثلاثة الماضية. وهذا التكافؤ الإحصائي والفني - بل والنفسي - يجعل مباراة القمة التي ينتظرها ملايين المشاهدين على مستوى العالم خارج التوقعات تماما، وهو أمر قد يحطم كل التحليلات الفنية التي تسبق مثل تلك المباريات المهمة. أولى نقاط التكافؤ هو أن ال 218 مباراة التي جرت بين ريال مدريد وبرشلونة سابقا توزعت بالتساوي بين الغريمين العملاقين، حيث حسم كل منهما 86 مباراة لصالحه، بينما انتهت 46 مباراة بالتعادل. وإذا حقق الفريق الكتالوني الفوز في مباراة "كامب نو"، فإنه سيتخطى نظيره الملكي في السجل التاريخي لمواجهات الفريقين للمرة الأولى منذ 80 عاما، حيث شهد القرن الماضي هيمنة رقمية واضحة للريال، قبل أن يستفيق ال"بلوغرانا" مع أوائل القرن الجاري. وفي السياق ذاته، تبدو الحالة النفسية للاعبي الفريقين متشابهة، فحلم اللقب المحلي يداعب الجميع، وكلا الفريقين يسعى لمسح أحزانه الأوروبية في قميص منافسه، بعد خسارة ريال مدريد وبرشلونة على يد بايرن ميونيخ الألماني وتشيلسي الإنجليزي على الترتيب، في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا. وفي حين يعيش برشلونة حالة من التشبع بالبطولات، حيث حمل لقب ال"ليغا" المحلي في النسخ الثلاث الأخيرة وفاز بدوري أبطال أوروبا ثلاث مرات في آخر ست سنوات، يتعطش لاعبو "الميرينغي" لبطولة الدوري الغائبة عنهم منذ 2008، وللكأس "ذات الأذنين" الذي لم يدخل خزائن النادي منذ 2002. ويمتد التكافؤ بين العملاقين ليشمل الحالة الفنية لكليهما على مستوى المشاركات المحلية، فكلاهما يسير للأمام بخطى نصف ثابتة، يتخللها إهدار نقاط من حين لآخر في الدوري. وعلى المستوى الفردي بين اللاعبين، يشهد الموسم الجاري تألقا استثنائيا للبرتغالي كريستيانو رونالدو جناح ريال مدريد، والأرجنتيني ليونيل ميسي مهاجم برشلونة، فكلاهما يتسابق على تحطيم الأرقام القياسية، وهما الآن يقتسمان صدارة قائمة هدافي الدوري الإسباني برصيد 41 هدفا، وهو رقم غير مسبوق في إسبانيا وفي القارة العجوز بشكل عام. ورغم قيام رونالدو وميسي بدور "فتى الشاشة الأول" كل في فريقه، فإن هذا لا يمنع أضواء التألق من الوصول إلى لاعبين آخرين قد يحسمون كفة الكلاسيكو، منهم الهادئ أندريس إنييستا مهندس وسط برشلونة والألماني مسعود أوزيل الذي يقوم بدور مماثل في ال"بلانكو". أما الفارق الوحيد بين طرفي قمة السبت، فهو تفوق ريال مدريد المتصدر برصيد 85 نقطة على نظيره ومضيفه بفارق أربع نقاط، ما يمنحه خيارين للاقتراب بشدة من تحقيق لقب الدوري، هما الفوز أو التعادل. وفي المقابل، لا يملك برشلونة سوى خيار الفوز إذا أراد أن يدير دفة ال"ليغا" إلى ملعبه في المباريات الأربع الأخيرة من المسابقة.