تحتضن مدينة المضيق ، حاليا ، أشغال المؤتمر السابع للنقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية، بعد توقف دام لأربع سنوات. ويحضر المؤتمر الذي انطلق أمس الجمعة ويستمر ثلاثة أيام، نحو مائتي مشارك منتدبين عن جموع عامة ل18 فرعا جهويا للنقابة بالمملكة. ويأتي هذا الموعد الذي يعقد تحت شعار "ربع قرن من الفعل.. ونستمر"، بعد استكمال ورشات تجديد وإعادة الهيكلة الذي انخرطت فيه النقابة على إثر مقررات المؤتمر الوطني الاستثنائي سنة 2016. وصرح لوكالة المغرب العربي للأنباء عضو المكتب الوطني للنقابة الحسين الشعبي أن "هذا المؤتمر محطة مفصلية لتقييم مكتسبات وإنجازات هذه المركزية، وكذا الوقوف عند إخفاقاتها"، مضيفا أن انتظارات الفنانين كبيرة. وعدد السيد الشعبي إنجازات النقابة منها تعديل وإصدار القانون المتعلق بالفنان والمهن الفنية، والتقدم الحاصل في مجال حقوق المؤلف والحقوق المماثلة، وسد بعد النقائص على مستوى العلاقات بين الفنان والمشغل، ملاحظا أن هناك عملا يجب القيام به كتفعيل القانون الجديد للفنان الذي يظل مجرد حبر على ورق في غياب النصوص المنظمة. وتتمثل باقي المطالب ، وفق الفنان صلاح الدين بنموسى "ضرورة إيلاء العناية بالفنانين المسنين والذين يعانون العطالة، حيث إن النقابة مطالبة بتخصيص مساهمة شهرية تقتطع من أجور الفنانين النشطين". ومن جانبه، عبر الفنان محمد الجم عن أسفه لاستمرار المشاكل السائدة داخل بيت العائلة الفنية، داعيا إلى إعطاء معنى لبطاقة الفنان التي تظل "غير ذات فعالية ولا تقدم شيئا يذكر". ورحب السيد محمد الأعرج وزير الثقافة والاتصال بالجهود التي تبذلها النقابة، مسجلا أن هذه الأخيرة كانت وستظل شريكا استراتيجيا للوزارة "لاستكمال الأوراش التي توجد في صلب انشغالاتنا المشتركة". وعبر السيد الأعرج في كلمة ألقاها عنه بالنيابة المدير الإقليمي لوزارة الثقافة أحمد اليعلاوي، عن "يقينه" بأن أشغال المؤتمر سيكون لها الأثر الإيجابي في تلبية انتظارات الفنانين وتحقيق انفراجة في الأوراش العالقة. وأشار السيد مسعود بوحسين رئيس النقابة إلى المكانة التي بات يحتلها الفنان المغربي على الساحة الفنية العربية والدولية. وقال إن "الفنان المغربي لم يفتأ البروز كإسم لامع في المواعيد الفنية الدولية"، مسجلا أن "التعبير الفني للمملكة أصبح مرادفا للتعدد والتنوع وقبول الآخر". وتميز افتتاح المؤتمر بتكريم الرؤساء الذين تعاقبوا على تسيير النقابة منذ تأسيسها سنة 1993، ضمنهم عزيز سعد الله ومحمد الكعواطي وحسن النفالي، اعترافا لما قدموه من خدمات لفائدة هذه المركزية ومنخرطيها. وقد اعتبرت النقابة في بلاغ لها أن مؤتمرها السابع يشكل "محطة جديدة ومتجددة في المسار النضالي للنقابة بعد ربع قرن من الحضور الفعلي والدفاع المستميت عن حقوق مهنيي فنون الدراما وكرامتهم، وبعد 25 سنة من المكتسبات والإنجازات التي دشنها الرواد المؤسسون وكرسها الجيل اللاحق من الفنانات والفنانين". وأكدت أن هذه المحطة "ستكون فيها فضاءات المؤتمر منفتحة على أسئلة جديدة انطلاقا من الحاجيات الجديدة التي تبسطها الساحة المهنية في مجالات اشتغال النقابة"، خاصة على مستوى السياسات الثقافية في القطاع والعلاقات الشغلية والمفاوضات الجماعية والحدود الدنيا للأجور والعقود النموذجية وحقوق المؤلف والحقوق المجاورة ووضعية المرأة الفنانة وتنزيل مقتضيات قانون الفنان والمهن الفنية والشراكات الدولية.