خيمت الصور السوداوية، على اغلب مكونات العمل الأدبي الأول للقاص الطنجاوي رضوان بن يشرق، الذي حمل عنوان "لعنة طنجة"، وهي عبارة عن مجموعة قصصية، أضاف المؤلف اسمه عن طريقها إلى قائمة الكتاب والمبدعين من عشاق "عروش الشمال". وتتوفر هذه المجموعة القصصية، التي صدرت عن مؤسسة "سليكي إخوان" للنشر والتوزيع، حاليا في عدد من مكتبات مدينة طنجة ومدينة تطوان، بالإضافة إلى العاصمة الرباط، في انتظار توسيع نطاق انتشارها في مختلف مدن المملكة. ومن خلال مجموعته القصصية هذه، يسلك الكاتب رضوان بن يشرق، مسارا غير الذي سلكه الكثير من سابقيه من الكتاب الذين جالوا من خلال أعمالهم الأدبية في عوالم طنجة. إذ طغت ثيمة السواد والتشاؤم على أغلب أجزاء المجموعة القصصية. ومتحدثا لجريدة طنجة 24 الإلكترونية، يقول بن يشرق " حاولت أن يكون عملي مميز، أن أتطرق لبعض الجوانب التي لا يقربها إلا القليل من الكتاب والباحثين، ربما خوفا أن تطالهم لعنة طنجة!". ويشرح القاص الطنجاوي أكثر " المدينة تشبه الإنسان، لها وجهين، وجه جميل مشرق، مبتسم، ووجه أخر مظلم حزين، بئيس، لا يراه العابر، والراحل والسائح، باستثناء الشخص ذاته، فهو يعرف دواخله جيدا، لا تخفى عليه سلبياته، وإيجابياته!". ويعود رضوان بن يشرق، إلى بدايته الأولى مع الكتابة بالقول " كانت أول قصة كتبتها هي (مأساة صاحبنا) وهي الأطول، تحكي عن شاب مجاز في القانون وما لاقاه من معاناة بعد ذلك، ربما كان هناك تشابه بيني وبين بطل القصة، أو ربما تخيلت أسوأ السيناريوهات التي يمكن أن أتعرض لها. وقد تحقق بعضها للأسف". "لكن تيمه اللعنة والموت والمقبرة والبؤس والجنون، حاضرة في سماء المجموعة ككل، وإن كانت الكوميديا الساخرة حاضرة في بعضها وبعض اللمسات الرومانسية."، يستطرد صاحب "لعنة طنجة" في تقديمه للمجموعة القصصية. ويكشف ذات المتحدث " كل قصة أو نص كتبته، كان في ظرف خاص أمر به، قد أبدو جد متشائم وبئيس وسوداوي، لكن هذا هو الواقع، فأنا ابن حي شعبي في كسبرطا، قريب من ناسه، أعيش في عمقه ". ويؤكد الكاتب الطنجاوي، أنه مع كل هذه المعطيات "شعرت بالمسؤولية، وأن أنقل معاناة البسطاء للعالم الخارجي."، مما يجعل " لعنة طنجة عمل يبدو للقارئ سوداوي، كئيب، يئن، يبكي دماء ويصدر أنينا حزينا ". ويخلص رضوان بن يشرق إلى أن "الكاتب في الأول والأخير ابن بيئته، لا يستطيع التنكر للوسط الذي عاش فيه، ولا للمعاناة التي اكتوى بها هو نفسه من اجل يظل متشبثا بقليل بالأمل فوق هذه الأرض."