أوصى المشاركون في الملتقى العالمي الثالث عشر للتصوف، إلى إنشاء مؤسسات بحث تعنى بترسيخ قيم المشترك الإنساني والترويج لهذا الموروث الروحي الزاخر وإشاعته إقليميا ودوليا. ودعا المشاركون في الملتقى الذي اختتمت أشغاله أمس الثلاثاء، إلى إدماج القيم الروحية للتصوف ضمن البرامج التعليمية والتربوية في المؤسسات التعليمية والتثقيفية، وتقوية روح الحوار بين الأديان وإرساء قيم التعايش والسلام في العالم. ويكمن الهدف من ذلك، بحسب المشاركين، في "تربية جيل منفتح ومتشبع بمبادئ وقيم المواطنة العالمية المبنية على أساس التعايش والتسامح والتفاعل الحضاري وكذلك من أجل تصحيح التمثلات الخاطئة حول هذا المكون الروحي الإسلامي الأصيل". كما دعا المشاركون في هذا الملتقى الأكاديمي، الذي التأم خلاله أزيد من 90 باحثا وجامعيا وخبيرا من المغرب وخارجه، إلى إنشاء مرصد للسلوك الديني، وجامعة دولية متخصصة في التصوف والقيم الكونية والتواصل الحضاري، وتنظيم قوافل للملتقى بالمغرب وخارجه بغية نشر قيم التصوف الكونية. ونظمت فعاليات الدورة الثالثة عشرة للملتقى العالمي للتصوف من طرف مؤسسة الملتقى بشراكة مع الطريقة القادرية البودشيشية في موضوع "الثقافة الصوفية والمشترك الإنساني: ترسيخ لقيم الحوار والتعارف"، تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس. وتوخت هذه التظاهرة بحث الأصول والثوابت التي يستند إليها المشترك الإنساني واستجلاء أبعاده وقيمه، لا سيما من خلال الآفاق الواسعة التي يمنحها التصوف في هذا المجال. كما سعى الملتقى، من خلال الندوات العلمية، إلى الإسهام في تعزيز قيم التعايش والتكامل من أجل بناء مجتمع إنساني يسوده السلم والتفاعل والاحترام والانفتاح في ظل القيم الإنسانية المشتركة.