في الوقت الذي تشهد فيه مدينة طنجة حالة احتقان مروري خانقة غير مسبوقة، وتزداد معها شكاوى المواطنين من الفوضى التي تطبع حركة السير والجولان، يُطرح السؤال بقوة داخل الأوساط المحلية: هل تتجه سمية العشيري، نائبة عمدة طنجة المكلفة بالقطاع، إلى مراجعة موقفها... وربما وضع مفاتيح المهمة فوق الطاولة؟ فمنذ تسلمها مسؤولية هذا الملف المعقّد، لم تُفلح العشيري في إخراج القطاع من عنق الزجاجة، بل زادت وثيرة الارتباك في غياب رؤية واضحة، أو حتى إجراءات تخفيفية على المدى القصير. وتتهم أصوات منتقدة داخل المجلس الجماعي وبعض مكونات المجتمع المدني النائبة الرابعة ب"الجمود المؤسساتي"، مقابل ترويج مفرط لعبارات من قبيل "نشتغل بصمت" و"سنُعلن قريبًا عن خارطة الطريق". ويرى متابعون أن السيدة العشيري، التي لم تبادر إلى التواصل العمومي حول خطة واضحة، قد وجدت نفسها في مواجهة "حرب شوارع" حقيقية: تنامي مخالفات التوقف، عجز شرطة المرور، غياب التشوير، واختناق شبه يومي في المحاور الكبرى. ومع اقتراب موسم الصيف، يخشى كثيرون أن تتحول طنجة إلى "عاصمة للشلل المروري". وفي غياب توضيحات رسمية، تزداد التكهنات حول ما إذا كانت نائبة العمدة ستتفاعل أخيرًا مع فشل المقاربة الحالية، وتتحمل مسؤوليتها السياسية عبر الاستقالة من المهمة، خاصة في ظل تنامي الحديث عن "استياء صامت" حتى داخل الأغلبية التي تنتمي إليها. لكن، وحتى إشعار آخر، يبدو أن "الاختناق" مستمر… و"الاستقالة" لا تزال مجرد فرضية. أما المواطنون، فقد اعتادوا على أن يحبسوا أنفاسهم داخل سياراتهم... في انتظار ضوء أخضر لا يأتي.