أعلنت السلطات الإسبانية، عن توقيف 14 شخصًا في إطار تحقيق قضائي حول شبكة لتهريب المخدرات، استخدمت نفقًا سريًا انطلاقًا من مدينة سبتةالمحتلة لتمرير الحشيش القادم من المغرب نحو إسبانيا. وقالت القاضية ماريا تاردون، من المحكمة الوطنية الإسبانية، إنها قررت تمديد سرية التحقيق لشهر إضافي، مشيرة إلى "خصوصية القضية وتعقيداتها"، حيث تشتبه السلطات في تورط عناصر من الحرس المدني الإسباني في تسهيل عمليات التهريب. وأظهرت التحقيقات أن الشبكة كانت تعتمد على شاحنات محملة بكميات تتجاوز الطن، تمر عبر نفق مكتشف حديثًا في مستودع بمنطقة تاراخال الصناعية، قبل نقلها إلى البر الإسباني عبر ميناء سبتةالمحتلة. وأفاد تقرير أمني بأن هذه العمليات كانت تتم بتواطؤ محتمل من عناصر أمنية، مما دفع النيابة العامة إلى رفع دعاوى قضائية بتهم تشمل الاتجار الدولي بالمخدرات، والانتماء إلى منظمة إجرامية، والرشوة. ويأتي الكشف عن هذه الشبكة في وقت تشدد فيه السلطات المغربية الخناق على أنشطة تهريب المخدرات، حيث تمكنت في السنوات الأخيرة من تفكيك عدة شبكات دولية، ما دفع عصابات التهريب إلى البحث عن مسارات جديدة داخل الأراضي الإسبانية. وتسلط هذه القضية الضوء مجددًا على التحديات الأمنية التي تواجهها مدينة سبتة، التي تحولت إلى نقطة عبور رئيسية لشبكات التهريب، في ظل دعوات متزايدة لتعزيز التعاون الأمني بين مدريد والرباط للتصدي لهذه الظاهرة. وفي فبراير الماضي، تم الكشف عن هذا النفق السري في المنطقة الصناعية والتجارية "تاراخال"، حيث عثر عليه الحرس المدني الإسباني أثناء تحقيق موسع حول أنشطة التهريب في سبتةالمحتلة. ووفقًا لصحيفة "أوروبا سور"، فإن النفق يعود إلى العهد العسكري الإسباني، حيث كان جزءًا من شبكة أنفاق قديمة أنشأها الجيش في سبتة، قبل أن يتم استغلاله لاحقًا من قبل شبكات تهريب المخدرات. ويبلغ عمقه 12 مترًا ويمتد لمسافة 50 مترًا على الأقل، ما يسمح بالوصول إلى ساحة تحت الأرض تُستخدم كنقطة عبور للحشيش القادم من المغرب. وذكرت مصادر أمنية أن التحقيقات، التي استمرت أكثر من عام في إطار عملية "هاديس"، كشفت عن تواطؤ محتمل لعناصر من الحرس المدني الإسباني، الذين يُشتبه في تسهيلهم مرور شاحنات محملة بكميات كبيرة من الحشيش عبر النفق ومنه إلى الميناء، حيث كانت المخدرات تُهرَّب إلى باقي المدن الإسبانية. وتشهد مدينة سبتةالمحتلة واحدة من أكبر عمليات التوقيف في صفوف عناصر الحرس المدني الإسباني المرتشين، وفق ما أفادت به صحيفة "إل فارو دي سبتة"، في وقت تتزايد فيه الدعوات لتعزيز التعاون الأمني بين مدريد والرباط لمواجهة شبكات التهريب التي تستغل الموقع الاستراتيجي للمدينة.